عادت جماعة “العدل والإحسان”، من خلال أمينها العام محمد عبادي، لتطرح مسألة الخلافة على أرضية النقاش، إذ ذكر عبادي في أحد الدروس الوعظية التي تبثها قناة “الشاهدة” على موقع اليوتوب، أن إقامة دولة الخلافة واجب شرعي على كل مسلم.

وتعليقا على ماجاء في هذا الحديث، قال حسن بناجح، القيادي بجماعة “العدل والإحسان” لموقع “لكم”، إن عبادي كان “يتحدث عن فترة زمنية كانت لاحقة محققة فيها، ويقصد من يحاول أن يقسم وحدة المسلمين، وليس واقعنا المشتت أصلا”.

وعن استشهاد عبادي بقول عمر ابن الخطاب، بأن على المسلمين أن لايبيتوا ثلاثت ليال بدون خلافة، ومن عارض ذلك يجب قطع رقبته، رد بناجح بأن “الفهم التبسيطي الذي ذهب له البعض بكون عبادي يهدد بقطع الرقاب غير صحيح”ن مضيفا قوله: “لو كان ذلك صحيحا لكانت الجماعة تضرب الرقاب منذ 40 سنة”.

واستفاض بناجح شارحا أن عبادي كان يتحدث عن واقعة ترشيح ستة لخلافة عمر ابن الخطاب بعد إصابته، لذلك أراد أن يحسم الأمر وأمر أتباعه بأن لايبتوا ثلاث ليال من بعده بدون خلافة، ومن عارض ذلك ضٌربت رقبته.

وحول مفهوم الخلافة الذي ظلت تتبناه الجماعة منذ أن أسسها مرشدها الراحل عبد السلام ياسين، قال بناجح” “إن الخلافة التي تسعى إليها الجماعة هي وحدة على شاكلة “فيدرالية” واتحاد كبير يجمع الدول الإسلامية”.

وأردف بناجح قائلا”: هي خلافة على منهاج النبوة روحا، والمقصود بالروح، هو الإنسانية والعدل والمساواة ومناهضة الاستبداد والفساد، بحسب تعبيره.  

وأشار بناجح أن الخلافة التي تطمح لها الجماعة من الناحية الشكلية هي قابلة للتغير والتطوير حسب الزمان والمكان .

ونفى بناجح، أن تكون الدعوة للخلافة التي تسعى إليها الجماعة يمكن أن تخلق اصطداما مع المكونات السياسية الديمقراطية والتي تنادي بالحريات والمساواة، معتبرا أن ”ما تدعو إليه الجماعة هو مقومات الدولة العادلة، كالعدل وحقوق الإنسان وفصل الثروة عن السلطة وتداول على الحكم وتعددية سياسية تشترك فيها مع الآخرين” وأشار أن دعاة الحرية أنفسهم يصلون بها إلى مستويات محدودة وليست حرية كلية”.