أثار خبر استفادة رئيس مجلس جهة درعة- تافيلات، والقيادي في حزب ”العدالة والتنمية”، لحبيب شوباني وأسرته، من قضاء عطلة بفندق ”بالمس” بأرفود على نفقة جهة درعة تافيلالت التي يترأسها، ردود فعل غاضبة من طرف عدد من رواد مواقع التواصل الاجتماعي المغاربة، الذين وجهوا انتقادات لاذعة للشوباني، قبل أن يخرج الأخير، ليؤكد بأن الأمر يتعلق بحملة شرسة انطلقت منذ انتخابه رئيسا لجهة درعة تافيلالت.

خيوط الضجة 

خيوط القصة بدأت بعدما نشرت بعض المواقع الالكترونية أول أمس الأربعاء خبر استفادة عائلة الحبيب الشوباني، رئيس جهة درعة تافيلالت، من قضاء عطلتها بفندق في مدينة أرفود، في الفترة ما بين 27-30 غشت، وذلك على نفقة ميزانية الجهة التي تعتبر أفقر جهات المملكة، حسب ما أورده موقع ”برلمان.كوم” استنادا إلى وثيقة بهذا الخصوص.

وأوردت الموقع ذاتها، أن عائلة القيادي البارز في حزب العدالة و التنمية استفادت أيضا، من الاستمتاع بالحمامات الرملية الشهيرة بمرزوكة، من نفقات مجلس الجهة.

رد الشوباني….كذب وافتراء

مباشرة بعد ورود الخبر، سارع الحبيب الشوباني إلى نفي صحته، موضحا، في تصريح لموقع “العدالة والتنمية”، أن هذا الخبر، ككل الأخبار التي سبقته، ”مصطنع وزائف”. متوعدا برفع دعوى قضائية ضد المنبر الذي أورده، ونشره بـ”هدف الإساءة لشخصه وأسرته والحزب الذي ينتمي إليه”.

واعتبر الشوباني أن ما وصفه بـ”الإسهال” في صناعة الأخبار الكاذبة ”يعكس حالة السعار التي تعيشها الآلة التحكمية وهي تنتظر الهزيمة المنتظرة لحزبها المشؤوم في معركة 7 أكتوبر بحول الله ثم بإرادة المغاربة الرافضين للفساد والاستبداد والداعمين للإصلاح والديمقراطية”، يقول الشوباني في إشارة لوقوف ”البام” وراء الخبر.

وتابع الشوباني ”لا يوجد مسؤول في العالم مهما بلغ به الفساد والجشع والبلادة أن يطلب من الإدارة التي يرأسها أن تؤدي فاتورة مقابل خدمة استفادت منها أسرته، ولكن يوجد في منظومة التحكم بكل تأكيد من يستطيع أن يصنع هذا النوع البليد من الأخبار والوثائق، لعل ذلك يسعفه في تحقيق تشويش له عائد سياسي في سياق انتخابي”، مشددا على أن خصوم حزبه فقدوا أي ارتباط بالأخلاق وبقيم المنافسة الشريفة.

بعد التكذيب…وثيقة إتباث 

وردا على تصريحات الشوباني، التي كذبت خبر استفادته عطلة صيفية، نشرت ذات المواقع التي سربت الخبر، وثيقة تظهر بالفعل استفادة الشوباني وعائلته من من قضاء عطلة صيفية في منتجعات سياحية بأرفود، على نفقة مجلس جهة درعة تافيلالت.

وحسب وثيقة الأداء الصادرة عن فندق “بالمس” بأرفود، فإن جهة درعة-تافيلالت هي التي ستؤدي مبلغ 8.250 درهم من ميزانيتها كمصاريف لثلاثة غرف وجناح خصصت لإقامة ثمانية من أقارب الحبيب الشوباني، ضمنهم زوجته الأولى وابنه رئيس جمعية الطلبة المغاربة بتركيا.

تكذيب رسمي 

رد الشوباني على الوثيقة التي انتشرت في المواقع على نطاق واسع، جاء بالمثل، حيث استند إلى وثيقة تظهر توقيع مديرة الفندق حسناء العظيم، ومساعدة المحاسب سهام جبوري، وثلاث مستقبلين ينفون إصدار أي فاتورة باسم جهة درعة تافيلالت، عكس ما تم تداوله.

وكشف المدير العام لفندق “بالمس” بمدينة أرفود (إقليم الرشيدية)، الحسن حبيبي، أن الفاتورة التي قيل إنها لإقامة أسرة الحبيب شوباني، رئيس جهة درعة تافيلالت، بالفندق المذكور على نفقة المجلس، هي “فاتورة مزورة”، مؤكدا عزمه على مقاضاة الجهات الواقفة وراءها.

وقال حبيبي، في اتصال هاتفي مع موقع ”العدالة والتنمية” إنه سيضع شكاية لدى الوكيل العام بمحكمة الاستئناف بمدينة الرشيدية، من أجل المطالبة بفتح تحقيق لمعرفة الجهات التي زورت الوثيقة، مشيرا إلى أنه سيتم على مستوى الفندق، وبحضور مفوض قضائي ومحام وتقني في كاميرات المراقبة وبضعة شهود، فحص تسجيل الكاميرات، من أجل معرفة الواقف وراء تحرير الفاتورة المزورة.