يبدو المهدي مزاوري، وكيل اللائحة المحلية لحزب “الاتحاد الاشتراكي” بالمحمدية، وهو يسارع الخطى للظفر بمقعد برلماني، في أول مسيرة تعبوية للانتخابات التشريعية المقبلة، التي انطلقت يوم الثلاثاء على الساعة الخامسة والنصف، من حي “القصبة” بالمدينة العتيقة، حيث المنازل القديمة التي يتوسطها سوق شعبي تحيط به عدد من المقاهي والمطاعم الشعبية والمحلات التجارية، “نحن دائما ندشن حملتنا الانتخابية من “ّالقصبة” باعتبارها أحد معاقل الحزب، التي نحصل فيها دائما على أكبر نسبة من الأصوات” يقول مزواري في حديثه لموقع “لكم”.

ابن البلد 

استقبل سكان القصبة مرشح “الاتحاد الاشتراكي” بحفاوة، “كيف لا، وهو أبن البلد وسكان المحمدية جميعا يعرفونه ..أعتقد أنه يستحق الفوز” على حد تعبير رشيد، الذي يعمل نادلا في مطعم شعبي.

ومرت الخرجة الدعائية لحزب “الاتحاد الاشتراكي” بشارع الجيش الملكي حيث تصطف المقاهي والمحلات التجارية، وانتهت بشارع محمد الخامس، وبه توجد أرقى أحياء المحمدية. وشارك في المسيرة حوالي 70 شخص من مختلف الأعمار، كما عاينت “لكم” تواجد بعض الأطفال الذين أوضحوا أنهم أبناء لمناضلين في الحزب.

ويشتغل في الحملة عدد من الشباب والنساء، غير المنظمين للحزب، بمقابل مادي قدره 100 درهم في اليوم، بحسب أحمد، وهو شاب عاطل عن العمل يعمل بمعية أصدقائه في الأحياء طيلة أيام الحملة الانتخابية، وأوضح مزواري قائلا: “هذا أمر عادي، لدرجة ان المجلس الوطني لحقوق الانسان تحدث عن تقنين مهنة اليد العاملة الانتخابية، ويجب أن نفكر بجدية في ذلك..علما أنه لا يسمح بتشغيل الأطفال في الانتخابات”.

برلمان ومرشحون بلا قيمة 

في مدخل شارع الجيش الملكي، تجاذب “لكم” الحديث رفقة ثلاثة شبان يفترشون الأرض، ليبيعوا بضاعتهم وهي عبارة عن صنادل بلاستيكية، قال أحدهم: “لا أعرف هذا المرشح، ولا أرى أي داع لمعرفته والتصويت لصالحه أو غيره من المرشحين” وأردف الثاني: “لقد تعاقب العديد من المنتخبين ولم نلحظ أي تغيير بالمدينة، فمعدل البطالة في ارتفاع، والتعليم يوشك على الانهيار، ووضعية المستشفى رديئة جدا” وقاطعه الثالث قائلا: “هذا البرلمان والمجلس البلدي وهؤلاء المرشحون والأحزاب بلا قيمة، فهم لا يتحملون مسؤولياتهم، ويسعون وراء مصالحهم الشخصية”.

وتعرف دائرة المحمدية منافسة بين 18 لائحة، التي ستفرز يوم الاقتراع ثلاث برلمانيين، غير أن المعركة الانتخابية حامية الوطيس بين مرشح حزب “الأصالة والمعاصرة” الطاهر بيمزاغ، رجل الأعمال ومدير شركة “الكتبية” للحوم، وبين القيادي في حزب “العدالة والتنمية” سعد الدين العثماني، الذي سبق وأن تصدر انتخابات 2011، بعد أن فاز هو ووصيفه عبد الحق كسار بمقعدين برلمانيين.

وعلى الرغم من المنافسة الشديدة، يبدو مهدي مزواري (39 سنة) مطمئنا، في حديثه لموقع “لكم” قال: “نحن حزب متجدر في الدائرة ونسير عددا من الجماعات فيها، وقد خضنا عدة معارك سياسية، أعتقد أنها سوف تتوج بمقعد لصالح الحزب”.

استعمال المال حاضر بقوة

وعلى مستوى الخروقات الانتخابية أوضح مزواري، أن لجنة اليقضة التابعة للحزب سجلت عددا من الخروقات والتي تتمثل في استعمال المال بشكل كبير لاستمالة أصوات الناخبين خصوصا في المناطق القروية. وفضلا عن ذلك، أوضحت مليكة الفذ عضوه الكتابة الإقليمية لحزب “الاتحاد الاشتراكي”، انه تم تسجيل بعض الخروقات ذات صلة باللافتات الدعائية، وقالت: “لاحظنا أن مرشح “الأصالة والمعاصرة” قام بتعليق لافتات على عدد كبير من سيارات الأجرة، علما أن السلطة قد حددت الجداريات والأعمدة المخصصة لذلك، وقد قمنا بتنبيه المجلس البلدي ليتخذ الإجراءات”.

عودة إلى المدينة القديمة، وأثناء خروج المشاركين في المسيرة من باب “القصبة” الرئيسي متجهين صوب شارع الجيش الملكي، تزامن ذلك مع خروج مجموعة من الشباب المحسوبين على حملة “الأصالة والمعاصرة”، واختلطت قمصان “الوردة” بـ”الجرار”، وصاح احد المحسوبين على هذا الأخير: “إذهبوا فنحن معكم”. لعل ذلك ينبئ بتحالف مستقبلي بين الحزبين؟.