لا حظ المتابعون لحورات وتدخلات عبد الإله بنكيران، رئيس الحكومة ، والأمين العام لحزب “العدالة والتنمية”، تلطيفا في لهجته الحادة التي كان ينتقد فيها مقربين من القصر.

وفيما غابت مفردة “التحكم” في إشارة منه إلى ما يوصف بـ “الدولة العميقة”، والتي دأب بنكيران على استعمالها في الفترة الأخيرة من خطاباته وتصريحاته، ، لوحظ استعماله لعبارات صحفية شائعة من قبيل “مربع الحكم” و”دائرة القرار” للإشارة إلى نفس الجهات النافذة داخل الدولة.

وقد تكرر استعمال بنكيران لهذه العبارات الصحافية في أكثر من حوار صحفي أجراه مؤخرا وفي تجمعات خطابية بمناسبة الحملة الانتخابية.

ويأتي استبدال بنكيران للفظة “التحكم” بعبارات “مربع الحكم” و”دائرة القرار”، لتلطيف الأجواء المتشنجة بينه وبين القصر الملكي، والتي سبق أن تم التعبير عنها في أكثر من مناسبة من خلال “تسريبات” صحفية تحدثت عن غضب الملك من بنكيران، وأيضا من خلال التنبيه الصريح الذي وجهه الديوان الملكي إلى حليف بنكيران في الأغلبية المنتهية ولايتها نبيل بنعبد الله، الأمين العام لحزب “التقدم والاشتراكية”، أو من خلال الخطاب الملكي في فاتح يوليوز والذي حمل رسائل واضحة ومباشرة إلى بنكيران عندما اتهمه بإطلاق “تصريحات ومفاهيم تسيء إلى سمعة الوطن، وتمس حرمة ومصداقية المؤسسات، لكسب أصوات وتعاطف الناخبين”.