خرج رشيد الطالبي العلمي، عضو المكتب السياسي لحزب التجمع الوطني للأحرار، ليدافع عن استقالة زميله في الحزب صلاح الدين مزوار، معتبرا في مقابلة خاصة مع موقع Le360 (نسخة فرنسية)، أن ”استقالة مزوار قرارٌ شجاعٌ وسابقة في المشهد السياسي، رغم أننا طلبنا منه الاستمرار على رأس الحزب إلى غاية انتخاب رئيس جديد”.

وكانت استقالة مزوار من رئاسة الحزب، شكلت لدى البعض ”زلزالا” هز المشهد السياسي، بحيث اعتبرها البعض أنها تدخل في إطار تكتيك للضغط على عبد الإله بنكيران، رئيس الحكومة، وإجباره على قبول شروط الأحرار والاستفادة من عدد أكبر من الحقائب الوزارية، قبل أن يؤكد العلمي،”لم نتحدث في اجتماع المكتب السياسي عن عدد الحقائب الوزارية التي نطمح في الحصول عليها”.

ولفت العلمي إلى أنه:”لا يمكننا أن نكون حلفاء لحزب ”العدالة والتنمية” داخل حكومة واحدة، وفي نفس الوقت نتعرض للقصف من طرف كتائبه الالكترونية، واتهم العلمي بشكل واضح ومباشر ما اعتبرها ”كتائب إلكترونية” تنشط على مواقع التواصل الاجتماعي، تابعة لحزب ”العدالة والتنمية”، تعمل على تشويه صورة وسمعة الحزب”، موضحا أن ”الأحرار اشترط على حزب بنكيران احترام رأيه السياسي والرفع من جودة خطابه الذي يتخبط في الشعبية، وجعل مصلحة الأمة فوق كل الاعتبارات الحزبية الضيقة”.

واستنكر العلمي ما اعتبرها ”حملة تشويه” حزب ”الأحرار”، التي انطلقت من التهكم على استقالة رئيس الحزب مزوار، إلى الهجوم على عودة عزيز أخنوش، ثم التقليل من تحالف ”الأحرار” والإتحاد الدستوري، معتبرا أن ”هذا التوافق تاريخي وليس وليد اللحظة، “لدينا الكثير من القواسم المشتركة مع الاتحاد الدستوري” داعيا الأطراف التي تقف وراء هذه الحملة ”المكشوفة” لتشويه هذا الانسجام، إلى احترام المنهجية الديمقراطية، وتجاوز الصراع الذي ينسف تطور العمل السياسي في المغرب.

وعن حيثيات استقالة مزوار، كشف العلمي عن أن حزبه كان أمام خيارين: خيار عقد مؤتمر عادي أو مؤتمر استثنائي، واتفقنا في المكتب السياسي أن نتجه إلى عقد مؤتمر استثنائي، مستدركا قوله إن”عقد المؤتمر العادي يتطلب على الأقل ثلاثة أشهر من التحضير، مؤكدا أن هوية رئيس ”الأحرار” ستتحدد خلال المؤتمر الاستثنائي الذي سنعقده في 29 أكتوبر المقبل، قبل أن يقلل من ”الهالة” الإعلامية التي تحيط بهوية رئيس الاحرار، حيث أن بعض الأخبار تقول إن عزيز أخنوش هو الذي سيقود الاحرار في المرحلة المقبلة.