لا تزال ردود قيادات حزب “الاستقلال”، تجاه التصريحات الأخيرة لحميد شباط، الأمين العام لذات الحزب، حول موريتانيا وتداعياتها الخارجية والداخلية، مستمرة، خصوصا بعدما استغلها حزب “التجمع الوطني للأحرار”، المقرب من القصر، كورقة ضغط على رئيس الحكومة المعين، لإبعاد حزب “الاستقلال”، حيث هاجم قيادي في حزب “الاستقلال”، عادل الدويري، رئيس رابطة الاقتصاديين الاستقلاليين، ما أسماه “الأخطاء التي وقع فيها حزب (الاستقلال) عندما قرر الدخول في نزاع مباشر مع أكبر مؤسسة في الدولة وهي وزارة الخارجية التي يشرف عليها رئيس الدولة الذي هو الملك”، مضيفا “حزبنا فخور بمبادرة الملك في إفريقيا ونحن فخورين بمبادرة الملك والمساهمة في إنجاحها”.

وأوضح الدويري أَن “البلاغات المتبادلة بين وزارة الشؤون الخارجية والتعاون وحزب (الاستقلال) ليست في صالح أحد”، مؤكدا على أنه “لا يمكن أن ندخل في صراع مع الدولة”، مشيرا إلى أن “الذي أثر في أزمة حزب (الاستقلال)، هو نوع من التعثر في تشكيل الحكومة، خصوصا عندما تشبت حزب (العدالة والتنمية) بحزب (الاستقلال)، والأخير تشبت بدخول الحكومة”.

ولتجاوز “الأزمة” التي وقع فيها حزب “الاستقلال” حسب الدويري، قال إنه “يجب قبل الدخول في حرب البلاغات، على حزب (لاستقلال) أن يرفع شعار الوطن أولا”، مضيفا في حوار صحفي مع موقع “الواضح تيفي”، أن “الطاقم الذي يسير الحزب من الأمانة العامة إلى أصغر تمثيلية يجب أن نعترف، بفشله في النتائج الانتخابية الأخيرة”. ودافع الدويري، على إسناد وزارة الاقتصاد والمالية لقطب اقتصادي معروف في إشارة إلى “التجمع الوطني للأحرار”، بشرط أن يكون وزيرا معينا يتكلف بالتنسيق بين الوزارت، حيث أشاد بموقف حزب “الاستقلال” في دعم حزب “العدالة” لتسهيل تشكيل الحكومة، “وإن لم يشارك فيها، فإن الحزب يدعم الحكومة، وهذا أمر جيد لأن الأولية هو تيسير تشكيل الحكومة، ونريد حكومة فيها أقطاب منسجمة”.

وأضاف المتحدث أن “طموح حزب (الاستقلال) هو الحصول عن المرتبة الاولى، ولأن مرجعيته الاسلامية معتدلة وله هيكلة قوية، وتجعله المنافس الحقيقي لحزب “العدالة والتنمية”، موضحا “انطلاقا من عناصر الأزمة الأخيرة، استنتج منها أن المؤتمر المقبل يجب أن يجدد من النخب والطاقات، وبطاقات جديدة ويجب الابتعاد عن البوليميك والصراعات، وعلينا رد الاعتبار لحزب (الاستقلال)”، مؤكدا على أن قرار المجلس الوطني بإحالة ثلاثة أعضاء للمجلس التأديبي “خطأ وليسوا هم وحدهم من وقع العريضة”.