فيما يشبه خطبة “الوداع” تحدث عبد الإله بنكيران، الأمين العام لحزب “العدالة والتنمية”، عن أهم الوصايا التي يمكن أن تجعل حزبه يستمر على نفس الخط الذي اختاره له، ألا وهو “الإصلاح من الداخل”.

وقال، بنكيران، الذي كان يتحدث أمام أعضاء المجلس الوطني (برلمان الحزب)، المنعقد بمدينة سلا يوم السبت الماضي، إن حزب “العدالة والتنمية” قام على المرجعية الإسلامية، معتبرا أن هذا تطورا كبيرا في المراجعات التي قام بها الحزب الذي كان يتحدث بعض أعضائه المؤسسين “عن الحكم والشريعة وأصبحنا نتحدث عن المرجعية”.

وأضاف بنكيران، أن المرجعية تعني “نظافة اليد، وصدق القول، والوفاء بالوعد والعهد والعقد، وحسن السلوك..”.

وقال بنكيران مخاطبا أعضاء حزبه “إنكم لن تتقدموا بالصلاة ولا بالزكاة، لأن كل المغاربة يصلون ويزكون.. ولكنكم ستتقدمون بالتمسك بمرجعيتكم”.

وكشف بنكيران أن البرنامج الانتخابي لحزب “العدالة والتنمية”، هذا العام، (دون أن يحدد تاريخه بالضبط) كان يتضمن النص على الزكاة، لكنه تدخل وطلب من معدي البرنامج سحب الفقرة التي كانت تتحدث عن الزكاة داخل برنامج الحزب.

إلى ذلك، دعا بنكيران أعضاء حزبه إلى التشبث بالملكية والحفاظ عليها، وقال إن “الإيمان بالملكية .. لو جاز أن أقول عقيدة سياسية لقلتها.. وأعتبر أنه إذا حافظنا على الملكية سنحافظ على المغرب وإذا ضيعناها، لا قدر الله، لا أحد يعرف ما الذي سيقع..”.

وزاد بنكيران قائلا، “لما قلت للملك (وخا تديني للسجن آسيدنا)، ماشي قلتها لو وأنا كانلعب.. قلتها له وأنا رئيس حكومة وأمين عام حزب وأعرف ما أقول..”، دون أن يشرح ماذا كان يقصد بذلك.

وعاد بنكيران للتذكر لما اجتمع مؤسسو الحزب ذات يوم (لم يحدد التاريخ لكنه أشار إلى بداية ثمانينات القرن الماضي)، وقاموا بكتابة رسالة تهنئة إلى الملك الراحل الحسن الثاني، وبعد أن وافق عليها الجميع وأرسلت الرسالة قام هو بتمزيقها، فقال له الراحل عبد الله باها، “وماذا لو شكك أحد الحاضرين في مضمونها”،  فقاموا بجمع أجزاء الورق الممزق للاحتفاظ به لكل حاجة.

كما عاد بنكيران إلى الوراء لتذكير أعضاء حزبه عندما كان مجرد الاتصال بأحزاب سياسية يعد محظورا في قوانينهم الداخلية، بل وكان يعتبر “جريمة” على حد قوله.

وخاطب بنكيران أعضاء حزبه بالقول بأنهم مازالوا في بداية الطريق، وبأن عليهم أن يستمروا في ما بدؤوه، قاصدا “الإصلاح من الداخل”، معتبرا أن خطابهم بدأ بالكاد يؤثر في المجتمع. 

وزاد بنكيران ملمحا إلى انسحابه من زعامة الحزب “ما غاديش نبقا معاكم إلى الأبد.. “، قبل أن يضيف، “أنا ما شي مصلح كبير.. لكن درت شي حاجة.. حاولنا لي قدرنا عليها حسب الظروف..”.