قال اسماعيل العلوي القيادي والأمين العام السابق لحزب التقدم والاشتراكية، إن “النخب التي تنكب على إصلاح المجتمع عليها أن تُدرك بأن الإصلاح يقتضي الاهتمام بكل قضايا المجتمع، وعدم الاكتفاء بالتداول في سبل تحقيق إصلاح بعض القطاعات بعينها”.

وأضاف العلوي خلال مشاركته في ندوة نظمت يوم أمس الأحد، بعنوان “الإصلاح في المغرب وإشكالية النخب” من تنظيم “أكاديمية أطر الغد”، أنه كل سياسي يستحق أن يدرج ضمن دوائر النخبة إلا بالعودة إلى مواقفه وسلوكياته إزاء القضايا الكبرى.

وأوضح العلوي أن المغرب بعيدا كل البعد عن طموح المغاربة في التقدم والتخلص من الفساد، مبرزا أن “الإصلاح عمل إرادي وليس بعمل عفوي عابر، فإذا لم يكن هناك شعور بضرورة الإصلاح فلن يقع أي إصلاح منشود”.

وأكد العلوي أن الإصلاح في المغرب يجب أن يكون عميقا وجريئا، مضيفا أن “هناك من يدعو للقطيعة مع السلطوية”، وطبعا نحن جميعا نرفض السلطوية لأنها متنافية مع كل مدلولات الديمقراطية، لكن هذا لن يأتي بجرة قلم إذا لم يكن هناك نضال كما حصل في العقود الماضية وفي سنوات الجمر والرصاص”.

وأبرز العلوي أن “العملية الإصلاحية تقتضي مرجعية أخلاقية وإيديولوجية متينة، وذلك ما يحدد مدى قدرة المصلحين على استئصال الداء من جذوره، أو قيامهم بنوع من الترميم فقط”.

وأشار العلوي أنه يجب على النخبة أن تكون قادرة على تشخيص مكامن الخلل والفساد، وأن تكون لها الجرأة في التنديد بمكامن الفساد، والتنديد بالمستفيد من الفساد، وأن تكون تلك النخبة بمثابة رواد لباقي أفراد المجتمع.

وشدد العلوي على ضرورة أن يكون للإصلاح مرجعية أخلاقية وتصورية وإيديولوجية من أجل الوصول إلى المبتغى، مشيرا في نفس الوقت أنه لا يمكن إدراج جميع السياسيين في إطار النخب، نظرا لسلوكياتهم وتصرفاتهم ومواقفهم المتخاذلة أحيانا في بعض جوانب حياة المجتمع، موضحا أن الإصلاح ليس فقط تصويبا لفساد سابق، أو كضد للإفساد، وإنما يجب فهمه في شموليته.