تحولت جلسة مناقشة الميزانية الفرعية للمندوبية السامية لقدماء المقاومين وأعضاء جيش التحرير مساء الأربعاء 29 نونبر الجاري بلجنة الخارجية والدفاع الوطني والمغاربة المقيمين في الخارج بمجلس المستشارين إلى مواجهة حادة بين مصطفى الكثيري، المندوب السامي لقدماء المقاومين وأعضاء جيش التحرير ، وممثلي فريق نقابة الاتحاد المغربي للشغل.

في هذا الصدد، كشفت مصادر حضرت الاجتماع لموقع “لكم” أن الاجتماع الذي انطلق بحضور مصطفى بايتاس، الوزير المنتدب لدى رئيس الحكومة المكلف بالعلاقات مع البرلمان سرعان ما تحول إلى مواجهة غير مسبوقة بين نور الدين سليك، رئيس فريق الاتحاد المغربي للشغل والمندوب السامي لقدماء المقاومين وأعضاء جيش التحرير.

وبحسب المصادر ذاتها، فإن نور الدين سليك، تدخل مباشرة في إطار نقطة نظام بعد انتهاء كلمة مصطفى بايتاس، الوزير المنتدب لدى رئيس الحكومة المكلف بالعلاقات مع البرلمان، الذي كان يهم بمغادرة الاجتماع، وترك المندوب السامي يقدم عرضه.

نور الدين سليك، هاجم بشدة المندوب السامي لقدماء المقاومين وأعضاء جيش التحرير، مستنكرا عدم تلبيته دعوة الفريق للمثول أمام لجنة الخارجية والدفاع الوطني والمغاربة المقيمين في الخارج من أجل مناقشة العديد من الإشكالات التي تتخبط فيها المندوبية.

وقال مصدر من الاتحاد المغربي للشغل لموقع “لكم” إن فريق الاتحاد المغربي للشغل وجه أكثر من طلب عبر مكتب مجلس المستشارين للمندوب السامي من أجل الحضور للمجلس لمناقشة العديد من الملفات التي تهم المندوبية، لكنه ظل يرفض، مشيرا إلى أنه اقترح لقاء أعضاء الفريق في مكتب رئيس مجلس المستشارين، النعم ميارة بشكل غير رسمي، وهو ما رفضه الفريق.

كما صب سليك جام غضبه على مصطفى الكثيري، متهما إياه بالتضييق على مناضلي الاتحاد المغربي للشغل وإعفاء بعضهم من مهامهم خارج الضوابط القانونية، وفبركة الملفات للبعض الآخر، وعرضهم على مجالس تأديبية صورية.

واعتبر سليك أن المندوب السامي لقدماء المقاومين وأعضاء جيش التحرير يحمل عقدا نفسية تجاه الاتحاد المغربي للشغل، متسائلا عن أسباب تمويله لكتاب يسيء لرموز هذه النقابة، وذلك في إشارة إلى انتماء مصطفى الكثيري إلى حزب الاتحاد الاشتراكي.

وخاطب سليك الكثيري بالقول: “يجب أن تحضر للبرلمان للإجابة على أسئلة البرلمانيين ومناقشة الإشكالات داخل المندوبية، لا يمكن أن تأتي على هواك من أجل أن نؤشر لك على الميزانية، التي لا نعرف ما تفعل بها”.

وبحسب المعطيات التي حصل عليها موقع “لكم” فقد قرر سليك الانسحاب بمعية أعضاء الفريق مباشرة بعد انهاء مداخلته، ليستمر المندوب في تقديم عرضه داخل قاعة شبه فارغة، حيث تزامن عرضه مع اجتماعات لجان أخرى عرفت حضورا أكبر.

من جهة أخرى، اطلع موقع “لكم” على مذكرة لنقابة الاتحاد المغربي للشغل بالمندوبية السامية لقدماء المقاومين وأعضاء جيش التحرير حملت اتهامات ثقيلة للمندوب.

وبحسب المذكرة، فإن أرقام التعويضات عن التنقل التي يستخلصها المندوب تقدر بملايين الدراهم، تصرف على إيوائه وإيواء مرافقيه في أفخم الفنادق والمطاعم خلال جولاته داخل وخارج المغرب، لكن موقع “لكم” لم يتأكد من صحة هذه الاتهامات.

كما وقفت المذكرة عند الخروقات التي تعرفها الحركة الانتقالية لموظفي المندوبية، مؤكدة أن العديد من الموظفين يدفعون رشاوى من أجل الانتقال والالتحاق بأسرهم، في حين يتم الانتقام من أعضاء ومتعاطفي النقابة.

إلى ذلك، علم موقع “لكم” أن المندوب السامي لقدماء المقاومين وأعضاء جيش التحرير اتهم خلال هذه الجلسة أعضاء من نقابة الاتحاد المغربي للشغل بالانتماء إلى جبهة البوليساريو، من أجل تبرير الإجراءات التأديبية التي اتخذها ضدهم، وهو ما رفضته النقابة جملة وتفصيلا، وهددت بمقاضاته.

يذكر أن الكثيري يعد أحد أقم كبار موظفي الدولة عمر في منصبه  طيلة 23 سنة، وهو آخر موظف كبير داخل الدولة عين في 13 فبراير 2001، في عهد الوزير الأول الراحل عبد الرحمن اليوسفي.