دعا المرصد المغربي للثقافة إلى مقاطعة الأنشطة التي تشرف عليها وزارة الثقافة، وعلى رأسها المعرض الدولي للنشر والكتاب، والمطالبة برحيل وزيرها، بسبب ما يتهدد الثقافة المغربية، والمثقفين المغاربة من مآلات سلبية، وانتهاكات مستمرة لكرامتهم، وتهميش مقصود لمواقفهم وآرائهم، والإمعان في تجاهلهم، وضرب مستمر لمكتسباتهم.

وعبر المرصد في نداء له عن رفضه لكل أشكال التبخيس القائمة على تمييع الثقافة بتشجيع ما يناقضها، مؤكدا على ضرورة ترسيخ أسس الحكامة، ومبادئ الشفافية، وقيم الديمقراطية التشاركية، وربط المسؤولية بالمحاسبة.

ووجه المرصد نداء المقاطعة إلى كل المثقفين المغاربة المقتنعين بالأدوار النبيلة للثقافة بما يخدم الوعي المجتمعي، ويرسخ القيم الراقية والسليمة فكريا وإبداعيا وفنيا، والمتشبثين بإرثها الإيجابي الرافض لأي وصاية أو تبعية، والرافضين لكل أشكال التبخيس والمهانة المعلنة والمضمرة، والمصرين على أداء أدوارهم التي يكفلها الدستور، وتقرها المواثيق الوطنية والكونية.

كما دعا للانخراط في هذه الخطوة الجمعيات والمنظمات والهيآت ومراكز البحث المنشغلة بالثقافة وطنيا وجهويا ومحليا، والتي تجعل الاستقلالية عنوانا لعملها، والمتشبثة بالتمثل الإيجابي للثقافة والمثقف، إضافة إلى دور النشر والهيآت الإعلامية الرصينة التوجه، والمؤمنة بأن الثقافة ليست ترفا فكريا وإبداعيا، وأنها المعبر عن ضمير الأمة وقيمها.

ونبه المرصد المغربي إلى ما يتهدد الثقافة المغربية التي قد تصبح (رسما بعد عين)، وأثرا مفقودا، مما يهدد البلاد والعباد بفراغ مهول، وافتقاد للمعنى، وهيمنة الميوعة والتفاهة.

ودعا إلى كتلة ثقافية وفق قاعدة مشتركة قوامها رفض أشكال التدبير المعتمدة من قبل وزارة الثقافة، والمطالبة بالشفافية القائمة على المشاركة الفعلية في مسار القرار، والتأكيد على أن التغييب المقصود لأصواتهم وأرائهم عنوان كبير لفشل آليات التواصل المؤسساتي وفق ما يقتضيه التدبير العقلاني، والمقتضيات الدستورية.

وشدد النداء على ضرورة الدفاع عن كرامة المثقفين والمبدعين والفنانيين،وعدم تركها للفراغ الذي يقود إلى الاستقالة من الاهتمام بالشأن الثقافي، أو إلى الانتحار المباشر أو الرمزي.