في أول خروج إعلامي مطول بعد أن ظل صامتا لعدة شهور، فضل عبد الإله بنكيران، رئيس الحكومة السابق والأمين العام لحزب “العدالة والتنمية”، تجاهل الحديث عن الحكومة التي يرأسها سعد الدين العثماني، الرجل الثاني في نفس الحزب.

وطيلة ساعة وسبع دقائق لم يذكر بنكيران، ولو مرة واحدة، العثماني بالاسم أو الحكومة التي يقودها حزبه، واكتفى مرة واحدة بالحديث عن وزراء الحزب، عندما كان بصدد توجيه نصائحه إلى منتخبي الحزب ووزرائه.

وحتى عندما أراد التنويه بأحد وزراء الحكومة الحالية، محمد حصاد، وزير التعليم في حكومة العثماني، ذكره بالاسم لافتا إلى أن محاربته للغش في الامتحانات هي فكرة بنكيران نفسه عندما كان رئيسا للحكومة.

ورغم أن بنكيران، الذي كان يتحدث أمام مستشاري حزبه في الجماعات والبلديات السبت الماضي بالرباط، تفادى الحديث عن إعفائه من طرف الملك من رئاسة الحكومة، إلا أنه استعمل عدة مفردات معبرة لوصف ما حدث مثل: “الزلزال” و”الصدمة” و”الامتحان الصعب” و”اللحظة الصعبة” و”الورطة”.. مشيرا إلى أن البعض من أعضاء الحزب لا يراها كذلك عندما قال: “إن البعض لا يراها كذلك، لكني أرى الأمور بطريقة مختلفة، وأقول أحيانا ينبغي الرجوع إلى أصل الحكاية، من نحن وماذا نريد، وماذا يجب فعله؟”.

وفي نفس السياق قال بنكيران: “هدشي لي وقع.. مما يقع.. قد تأتي بعض المشاكل من الخارج.. الضرب الاعتقال.. وقد تأتيك أحيانا أخرى مشاكل عبارة عن مؤامرت عليك..”.

وفي حديث مُبطن عن تآمر بعض قيادات الحزب ضده للانقلاب عليه قال بنكيران موصيا أعضاء حزبه على الحفاظ على “العلاقات التي بينكم وبينا جميعا، خصنا نكونوا قادرين على تجاوز الجراح والآلام والإشكالات.. وخصنا نكونوا قادرين على المحافظة على الوضوح والصراحة والصدق فيما بيننا..”، قبل أن يستطرد: “لأنه ما كاين حتى شي مؤامرة كدوز بلا ما يساهموا فيها مالين الدار..”، في إشارة واضحة إلى انقلاب بعض قيادات الحزب عليه.

بنكيران كان واضحا في عزمه على البقاء على رأس الحزب عندما قال بأن هناك الكثير من الناس نصحوه بأن لا يستسلم، إلا أنه لم يكشف الصيغة التي ستمكنه من الترشح للمرة الثالثة على رأس حزبه الذي يحدد قانونه الداخلي ولاية الأمين العام في عهدتين اثنتين، واكتفى بنكيران بالقول عندما يأتي مؤتمر الحزب سنعرف “هل سنتفاهم أم لا.. المؤتمر  هو الذي سيقرر”.