أنحى مصطفى لكثيري مدير المندوبية السامية للمقاومة وأعضاء جيش التحرير، بالأئمة على المجلس الجماعي السابق لمدينة الحسيمة، التي تعيش على إيقاع احتجاجات اجتماعية غير مسبوقة، متهما إياه بتعطيل إنجاز مشروع الذاكرة الوطنية للريف الذي جاء ضمن توصيات هيئة الإنصاف والمصالحة.

وعلى شاكلة برنامج “منارة المتوسط” اشتكى لكثيري من تأخر بناء المتحف لأكثر من 7 سنوات دون أن يجد طريقه للتنزيل منذ سنة 2016.

وأعلن الكثيري، الذي يوجد على رأس المندوبية منذ تسعينات القرن الماضي، مساء الأربعاء، خلال حضوره لندوة من تنظيم مؤسسة الفقيه التطواني بسلا، أن المجلس الجماعي السابق بالحسيمة امتنع عن دفع حصته المحددة في 45 مليون سنتيم مما اضطر المندوبية السامية إلى التكفل بنصيبه حتى يرى المشروع النور.

ودعا لكثيري الجميع إلى تحمل مسؤوليته في تدعيم الذاكرة الوطنية.

في سياق ذلك، كشف العضو السابق في “الاتحاد الاشتراكي” أن الاتهامات التي وجهت للسلطات الإسبانية بضرب الريف بالغازات السامة خلال مرحلة الاستعمار كانت وراء تعليق التوقيع على اتفاقية بين الرباط ومدريد تقضي بحصول المغرب على حوالي مليون وثيقة تاريخية توجد بحوزة الأرشيف العسكري والديبلوماسي والمحلي بإقليم كاديس حول تاريخ المقاولة بالشمال والريف.

وفي ارتباط بذلك أعلن لكثيري أن المندوبية السامية تستعد لتشييد نصب تذكاري كبير بعاصمة الريف أجدير لتخليد ذاكرة المقاومة الريفية التي قادها عبد الكريم الخطابي، موضحا أن الحسيمة يوجد فيها أكثر من 40 مقاوما وأعضاء جيش التحرير مازالوا على قيد الحياة.

وبخصوص ما يجري في الريف من احتجاجات اندلعت منذ 8 أشهر على خلفية مقتل بائع الأسماك محسن فكري في الحسيمة، قال لكثيري إن مطالب الريف الاجتماعية لا يمكن أن يجادل فيها أحد بيد أن المغرب محتاج للتشبث بالقيم الوطنية التي كان أهل الريف أول المدافعين عنها حتى يتم تجنيب مطالب الحسيمة من أي انزلاق.