خلّف الموقف المغربي الرسمي، من العدوان الإسرائيلي على غزة الذي أسقط عشرات القتلى والجرحى في صفوف الفلسطينيين، موجة غضب واستياء في صفوف النشطاء على مواقع التواصل الاجتماعي.

وانتقدت العديد من التدوينات على “فيسبوك” اعتبار بلاغ وزارة الخارجية الاعتداءات التي تحدث في غزة “أعمال عنف واقتتال”، مسجلة تراجعا في الموقف المغربي الداعم للفلسطينيين، تزامنا مع اشتداد تسونامي التطبيع.

واعتبرت بعض التدوينات أن المغرب يعيش أسوأ فتراته التاريخية علاقة بالقضية الفلسطينية، واصفة البلاغ ب”بلاغ العار والمهانة”، في حين اختارت تدوينات أخرى نشر صور الضحايا الفلسطينيين، ومن بينهم الأطفال، والتساؤل عما إذا كان هؤلاء الضحايا تقاتلوا فعلا مع الصواريخ الإسرائيلية.

وفي هذا الصدد كتب الصحافي يونس مسكين معلقا على “أعمال العنف والاقتتال”، “لحسن الحظ لم يوجهوا الإدانة للفلسطينيين ولا وصفوهم بالارهاب.. ماذا سننتظر من سياق أصبحنا فيه بمثابة بلد إقامة قادة مسؤولي دولة الاحتلال، يكاد لا يغادر أحدهم قبل أن يحل آخر… سيسجل التاريخ أن المغرب عاش أسوأ وأحلك فتراته التاريخية في علاقة بفلسطين، في هذه اللحظة بالضبط، منذ عرف المغاربة القدس وعرفتهم”.

واعتبر حسن بناجح القيادي في جماعة العدل والإحسان أن بلاغ وزارة الخارجية هو نتيجة للتطبيع، وقال “من النتائج الكارثية للتطبيع أن يصبح قتل الأطفال والتدمير والاحتلال في عرف المطبع اقتتالا وعنفا.. يا للعار أن يساوي المطبعون بين القتال والضحية”.

الناشط الحقوقي خالد البكاري عقد المقارنة بين الموقف الرسمي المغربي وتصريح المقررة الأممية لحقوق الإنسان بفلسطين.

وكتب البكاري في حسابه ” الخارجية المغربية: عودة أعمال العنف والاقتتال، ودعوة لتجنب مزيد من التصعيد وعودة التهدئة… المقررة الأممية لحقوق الإنسان بفلسطين: الاعتداءات على الفلسطينيين وصلت لدرجة مخزية، ولا يمكن لإسرائيل التذرع بالدفاع عن النفس”.

وذهبت تدوينات أخرى إلى التعبير عن عدم تفاجئها ببلاغ وزارة الخارجية بالنظر إلى حجم التطبيع، “لم يفاجئني بيان وزارة الخارجية، ولم أنتظر منه أفضل مما جاء فيه. بل ربما كان متقدما بعض الشيء عن واقع الحال الذي صار فيه بلدنا محفلا للصهينة المجنونة، لقد اكتفى بالمساواة بين الظالم والمظلوم”.

و سجل بعض النشطاء التراجع في الموقف المغربي ضد الاعتداءات والعدوان الإسرائيلي بين الماضي والحاضر “من المؤسف أن يتدحرج التفاعل الرسمي مع الاعتداءات الإسرائيلية على قطاع غزة ليوصف بـ”الاقتتال”، وبلاغ وزارة الخارجية الأخير يدخل المغرب تاريخا أسود من التفاعل مع القضية الفلسطينية”.