قال سعد الدين العثماني الأمين العام المستقيل من حزب “العدالة والتنمية”، إن من واجب الأمانة العامة المتسقيلة أن تبقى في مهامها وتمارسها كاملة إلى أن ينتخب أمين عام جديد وأمانة عامة جديدة.

وأضاف ” بهذا المنطق اشتغلت الأمانة العامة من أجل توفير شروط انعقاد هذا المؤتمر الاستثنائي في أسرع وقت ممكن، بهدف انتخاب أمانة عامة جديدة للحزب، وهذا ما تم في ظرف شهر فقط، وبعد سياق صعب”.

وأشار  أن المأمول من المؤتمر الوطني الاستثنائي الذي يعقده الحزب اليوم السبت 30 أكتوبر 2021 ببوزنيقة، هو أن يكون فرصة لاستئناف انطلاقة جديدة قوامها الإصرار والاستبصار، من خلال الاعتزاز بالدور الذي اضطلع به حزب العدالة والتنمية خلال مساره الطويل خدمة للوطن والمواطنين وخدمة للمصالح العليا لبلادنا وجعلها فوق المصلحة الحزبية.

وأضاف “لن نفسح المجال لخصوم الحزب للإضرار به والمس بمصالحه، كما لن نفسح لهم المجال لأن يستغلوا بأي شكل من الأشكال اختلاف وجهات نظرنا وانتقاداتنا لبعض السياسات الخاطئة أو بعض الممارسات المضرة بالاختيار الديمقراطي”.

وأكد أنه يتصور أن الحزب سيظل ثابتا على خيار المشاركة الفاعلة والإيجابية في الحياة السياسية من مختلف المواقع، وأنه سيواصل القيام بأدواره السياسية والنضالية، من أجل استكمال البناء الديمقراطي والدفاع عن الحقوق السياسية والاجتماعية والاقتصادية لعموم الشعب المغربي.

وشدد العثماني على أن الإصلاح في النسق السياسي المغربي ممكن، وأن تجديد الحياة السياسية والتفاعل مع تطلعات المواطنين متيسر إن توفرت الثقة بين المكونات السياسية والاجتماعية.

وأبرز أنه رغم مرور كل هذه المدة عن إعلان نتائج استحقاقات الثامن من شتنبر، إلا أن تلك النتائج لا زالت نتائج غير مفهومة وغير منطقية، ولا تعكس حقيقة الخريطة السياسية ببلادنا، ولا موقع الحزب ومكانته في المشهد السياسي وحصيلته في تدبير الشأن العام المحلي والحكومي، والتجاوب الواسع للمواطنين مع الحزب خلال الحملة الانتخابية.

ولفت إلى أن كل ما تلا تلك النتائج من إفراز للأغلبيات سواء على مستوى الحكومة والجماعات الترابية، وما نتج عن ذلك من بعض المظاهر المسيئة للديمقراطية المغربية ولصورة ومصداقية المؤسسات المنتخبة، كل ذلك يؤكد أن النتائج المعلنة كانت ولا زالت تطرح تساؤلات لا أجوبة سياسية منطقية لها، وتفرز تداعيات وارتباكات برزت منذ الأيام الأولى لتعيين الحكومة.

وأوضح أن المرحلة تحتاج للتداعي الجماعي من أجل قراءة موضوعية تستجمع جميع المعطيات الذاتية والواقعية التي تمكن من استنتاج الخلاصات الموضوعية لهذه الاستحقاقات، وتحديد حجم المسؤوليات الذاتية، التي لا شك أنها موجودة ولا يمكن إنكارها أو التهرب منها.

وأكد العثماني على أن القيام بهذا التمرين الجماعي سيمكن من استخلاص الدروس اللازمة مما وقع يوم الثامن من شتنبر، وما يترتب عنه من تقييم صريح ونقد ذاتي حقيقي لتجربة حزب العدالة والتنمية، وما يمكن أن ينتج عن ذلك من مراجعات وتجديد واسعين لمشروعه الإصلاحي من حيث أسسه النظرية وخياراته الإصلاحية، وخطه وخطابه وسلوكه السياسي والنضالي، وضبط علاقاته مع مختلف القوى والفاعلين، بما يسهم في حفظ المصالح الاستراتيجية لبلاد، وبما يمكن من الإسهام في استكمال المسار الديمقراطي والتنموي الوطني وخدمة المواطنين والمواطنات بما يستحقونه من عدل وحرية وكرامة.