بعد أزيد من ثلاثة أشهر على تفجر الأزمة الدبلوماسية بين المغرب وإسبانيا، يراهن المسؤولون الحكوميون بالبلد الأوروبي على التكتم والوقت لحل هذه الأزمة.

فعلى غرار رئيس الحكومة بيدرو سانشيز الذي كان مختصرا ومتكتما في رده على الأسئلة الصحفية حول الأزمة مع المغرب أمس الخميس، شدد وزير خارجية مدريد بدوره على ضرورة الحذر، ومنح الوقت الكافي للمسؤولين من أجل تجاوز الخلاف.

وأبرز وزير الخارجية الإسباني خوسيه مانويل ألباريس في مؤتمر صحافي مساء أمس، أن أهم شيء لحل الأزمة هو السرية والتكتم، مشيرا إلى أن “الدبلوماسية تتطلب الهدوء والوقت والحذر”.

وأكد ألباريس أن الأزمة مع المغرب “الشريك الاستراتيجي” لا تتعلق بكتابة عناوين صحافية حادة، بل بتعزيز العلاقة التي تربط بين البلدين، “وأنا متأكد من أنهم يريدون أيضا إقامة علاقات صداقة استراتيجية حقيقية معنا”.

ويأتي تصريح ألباريس ساعات بعدما أكد رئيس حكومة إسبانيا خلال مؤتمر صحافي على أن المغرب شريك استراتيجي، مشددا على “السرية والحذر” لإنهاء الأزمة بين مدريد والرباط، حيث تفادى تقديم أي رد حول ما يتم فعله لإعادة بناء العلاقات بين البلدين.

ويأتي نهج التكتم والسرية في الوقت الذي تؤكد فيه تقارير إعلامية إسبانية وجود مباحثات مكثفة بين المملكتين في الظل، وذلك بهدف مراجعة العلاقات الثنائية بشكل كامل، لضمان عدم تكرار مثل هذه الأزمة.

وتشير مصادر دبلوماسية إسبانية إلى وجود جملة من الملفات الشائكة بين البلدين، وعلى رأسها ملف الصحراء، وهو ما يعني أن التفاوض والاتفاق بشأن هذه القضايا سيتطلب وقتا، ولن يتأتى بالسهل، وحتى زيارة ألباريس المرتقبة للرباط، لن تكون نقطة نهاية الأزمة وإنما خطوة في مسار إعادة بناء العلاقات بين البلدين.