قال الناشط الأمازيغي والحقوقي أحمد عصيد إن تدريس التراث اليهودي المغربي في المدرسة الوطنية أمر على قدر كبير من الأهمية، وقد كان من بين مطالبنا لعقود خلت، حيث ينسجم ذلك مع مبدأ تدبير التنوع الثقافي والتعددية اللغوية الذي كنا ندعو إليه، ومشروع إدراج التراث اليهودي في المقررات الدراسية تفعيل لدستور البلاد “.

وأوضح عصيد، في تصريح لموقع “لكم” أنه “إذا كان الدستور المغربي قد أقر أبعاد ومكونات وروافد الهوية الوطنية بعد نقاش عمومي مستفيض استمر لسنوات طويلة، فإن اعترافه بالمكون العبري يجعل من واجب الدولة العمل على تفعيل ذلك المضمون الدستوري وإقراره مؤسساتيا حتى يدخل في تشكيل الوعي المواطن ببلادنا”.

وزاد موضحا: ليس هناك من بين قنوات التنشئة والتأطير المجتمعيين ما هو أكثر أهمية وتأثيرا من التعليم، ومن تم فهذه الخطوة التي اتخذتها وزارة التربية بإقرار إدراج التراث اليهودي في المقررات الدراسية نعتبرها تفعيلا لدستور البلاد ولا علاقة لها بما يروج في بعض الأوساط القومية العربية والإسلامية من أن ذلك استجابة لقرار التطبيع مع إسرائيل.

ونبه عصيد إلى أن “هؤلاء يخلطون بين تراثنا اليهودي المغربي وبين موضوع الصهيونية والتطبيع الذي هو موضوع سياسي”.

وواجه الناشط الأمازيغي أحمد عصيد خصومه القائلين بأن “تدريس التراث اليهودي نوعا من “صهينة” المضامين التعليمية في بلادنا، بأنه كلام إيديولوجي مبالغ فيه يفتقر إلى الحس الوطني والبيداغوجي. فلا ينبغي أن ننسى أن التيار الديني المتطرف التيار الإخواني أو السلفي مثلا يعتبر كراهية اليهود من مبادئه الدينية، كما أنه لا يهتم بالهوية الوطنية ولا يعترف بالإطار الجيو-سياسي للدولة المغربية أصلا، ومن تم لا يمكن أن يفهم قيمة الاهتمام بالتراث اليهودي لبلادنا”.

ودعا الدولة المغربية لعدم “نسيان مجال الإعلام والتفكير في إدراج التراث اليهودي المغربي في القنوات الإذاعية والتلفزية والصحافة المكتوبة والإلكترونية، حتى تساعد وسائل الاتصال عبر الصورة والصوت على إيصال مضامين ذلك التراث إلى المواطنين”، وفق تعبيره.