اعتبر الأمين العام لجماعة العدل والإحسان، محمد عبادي، أن التطبيع مع إسرائيل، “فضح حقيقة منهج الإصلاح من الداخل” الذي يتبناه حزب “العدالة والتنمية”.

وقال عبادي، في حوار مع موقع “عربي 21” اللندني، إن “قرار التطبيع مع إسرائيل قرار خطير، تتحمل فيه رئاسة الحكومة والحكومة كامل مسؤوليتها فيه بالرغم من كونها مؤسسات شكلية، بسبب مسؤوليتها في التوقيع والتبرير والتسويغ والدفاع عن هذا القرار في هذه اللحظة الصعبة. والتاريخ حَكَم، وهو يسجل. والمسؤولية جسيمة غدا يوم القيامة”.

وأضاف عبادي، أن “حقيقة مشروع الإصلاح من الداخل كشفت منذ مرحلة الربيع العربي، إذ المرحلة حينها كانت واضحة في تقديم كل حركة وتيار أمام المجتمع، وفي كشف طبيعة الموقف الذي يتبناه في معركة السلطوية والديمقراطية وفي تدافع الإنسان والمواطن وحقه الأصيل في العيش الحر الكريم مع الاستبداد وتغوّله وتسلط أصحابه على عموم الناس”.

وطالب المتحدث، باحداث تغيير جوهري بالمغرب، مشددا على أن “إصلاح هذا الوضع السياسي وإحداث التغيير العميق السلمي، من الضروري فتح حوار مع مختلف الأطراف وألا يقصي طرف طرفا”.

وأضاف عبادي، أن الدستوري سمح للإسلاميين بالمشاركة في المؤسسات السياسية، في المعارضة ثم في الحكومة، “بعد تقييد هذه المؤسسات وضبطها بما هو دستوري وقانوني وتنظيمي وتدبيري وحتى واقعي وجعلها مؤسسات شكلية جدا وفاقدة للفاعلية الحقيقة في أرض الواقع”, مشيرا إلى أن “ضعف الاطلاع والتتبع بطّأ من انكشاف الواقع الحقيقي لوضع السلطة في المغرب، ولآفاق الإصلاح والتغيير خاصة من قبل التيار الإسلامي المنخرط في السلطة بالشروط المجحفة التي بات يعلمها الجميع”.

وكانت جماعة العدل والإحسان، قد أدانت قرار التطبيع الذي اتخذته السلطات المغربية مع إسرائيل، معتبرة أن “هذا التطبيع خطوة غير محسوبة العواقب”.

واعتبرت الجماعة أن “هذا التطبيع خطوة غير محسوبة العواقب، وندعو شعبنا وكل قواه الحية إلى رفضها، والتصدي لها، والعمل على إسقاطها بكل السبل السلمية المتاحة”، داعية العقلاء والحكماء من النخب السياسية، والفكرية، والعلمية، والمدنية، وغيرهم في المغرب والجزائر، إلى “نبذ الفرقة وتجنب الخطابات والسلوكيات التي من شأنها أن تباعد الشقة بين أبناء الأمة الواحدة”، مشيرة إلى أن “المستفيد الوحيد من ذلك هم أعداؤها من الداخل والخارج”.