قالت النائبة البرلمانية عن حزب العدالة والتنمية آمنة ماء العينين، إن هناك اختناقا على المستوى السياسي، والمؤسسة الحزبية المغربية في أضعف مراحلها، كما أن النخبة السياسية غير قادرة على أن تنتج نقاشا كبيرا مؤطرا، والرأي العام مشتت، ما يجعلنا نشعر أنه يلزمنا شيء من أجل أن نقف وقفة جماعية.

وأضافت ماء العينين خلال تأطيرها لندوة نظمها فرع حزبها بجرسيف، أن هذه التحولات الحالية غير بسيطة وتحتاج إلى تحليل ووقفة حقيقية لاستجماع عناصرها، فقد “بتنا نستشعر بأن هناك فجوة تتسع بين الممارسة السياسية وبين المواطنين والممارسين للسياسة أنفسهم، واليوم الكل يشعر أن هناك ضباب كثيف يؤطر هذه المرحلة والمرحلة المقبلة، وكل الأسئلة المرتبطة بها”.

وأشارت المتحدثة إلى أن مآلات نموذجنا الديمقراطي فيها الكثير من النقاشات، وهو ما اتضح سواء على مستوى كيفية التعامل مع المؤسسات، حيث إن موقع الحكومة والبرلمان جد صغير من حيث تلقي المعلومة والتفاعل معها وصناعة القرار، وفي القضية الوطنية والأحداث السياسية الأخيرة، شعرنا أن الحكومة وكأنها كانت خارج السياق، إضافة إلى البرلمان والأحزاب.

وعلى المستوى الحقوقي، سجلت ماء العينين أن هناك تراجعا، والمؤشرات غير مطمئنة، إذ يشعر الناس بانحصار النقاش العمومي، وبالعنف الشديد تجاه الآخر المختلف، إما بعنف السلطة، أو بعنف آخر يتعاظم وتتم تغذيته على مواقع التواصل الاجتماعي، بحيث لم يعد أحد قادرا على تقبل الرأي الآخر، رغم أن حرية التعبير والرأي مصانة دستوريا.

وأشارت المتحدثة إلى أنه وقبل أن نطالب السلطة باحترام الرأي علينا أن نحترمه فيما بيننا، فحتى الأحزاب السياسية بما فيها العدالة والتنمية بات صدرها يضيق على النقد، في الوقت الذي عليها أن تسائل نفسها عن التأصيل الداخلي لحرية الرأي والتعبير وتمارسها، قبل أن تطالب بها السلطة.

وانتقدت البرلمانية أنه وفي لحظة زمن تتم محاولة هدم نقاشات كبرى ساهمت في بنائها أجيال، كما يحدث الآن في القضية الفلسطينية، مشيرة إلى أن علاقة المغرب بالقضية الفلسطينية كانت ولا تزال قوية، وقد قدم المغاربة تضحيات ومساهمات كبيرة، لكن اليوم وفي لحظة، بدأنا نقول إنه لم يكن لنا مشكل أصلا مع إسرائيل، ولدينا المكون العبري، واليهود المغاربة في إسرائيل.

واعتبرت المتحدثة أن المغاربة أقدر على فهم القضية الفلسطينية، لأنهم عانوا من الاحتلال ويعانون من نزعات انفصالية تمس أرضهم وسيادتهم عليها، مثلما أن الشعب الفلسطيني مهدد في سيادته، ودون دولة معترف بها، ومغتصب الأرض والحقوق، فضلا عن معاناته من الخذلان داخليا وخارجيا.