قالت نبيلة منيب الأمينة العامة للحزب الاشتراكي الموحد إن اليسار عانى كثيرا من الشيطنة ومن اتهامه بالكفر والإلحاد والوقوف ضد الدين، في الوقت الذي يحترم فيه اليسار الدين، ويندد باستغلاله لأغراض سياسية، فنحن لا نقول بأن الدين هو سبب التأخر بل بالعكس نحن بحاجة إلى الإصلاح الديني وقراءة متحضرة لتراثنا الديني والحضاري الذي هو جزء منا وإلينا.

وأشارت منيب خلال ندوة نظمتها مؤسسة الفقيه التطواني، أمس الخميس، أن الدولة ترفض السلطة المضادة ولو في وضع جنيني وتحاربها  بكل ما أوتيت من قوة، وذلك بدعم من قوى خارجية.

وبخصوص دور فيدرالية اليسار الديمقراطي في مشروع اليسار المغربي،  أبرزت منيب أن مشروع اليسار ليس للفيدرالية، فالفيدرالية هي نواة صلبة، لكن المشروع المجتمعي هو تشكيل القوة الديمقراطية الضاغطة القادرة على تغيير موازين القوى، لكي ننتقل ببلادنا بعد ستين سنة من التردد والفرص الضائعة إلى التقدم وتصحيح أخطاء الماضي وكذا الإجابة عن الأسئلة الراهنة.

ولفتت منيب إلى أن اليسار يتجدد عبر العالم، ونحن لا بد أن ننخرط في هذا التجديد عبر يسار جديد متشبع بالمبادئ ومنخرط في عصره وقادر على تقديم البديل.

واعتبرت الأمينة العامة للاشتراكي الموحد أن أي وحدة لليسار ينبغي أن تنبني على حوار ديمقراطي واسع، يطرح القضايا الحارقة والعالقة، ويناقش كل شيء، ليس بغرض جلد الذات،  ولكن بغرض التجديد.

وأشارت منيب إلى أن اليسار يمكن أن يحصل على 3 ملايين صوت إذا تجند للتوعية والتحسيس، ويبين للمغاربة أن هناك مشروعا بديلا، وليس فقط المشاركة بدون جدوى، وهذا يتطلب نقاشا مع الأحزاب الوطنية كالتقدم والاشتراكية والاتحاد الاشتراكي على أساس النقاش الشامل، ومن أجل مراجعة المداخل الأساسية التي يمكن على أساسها التأسيس لدمقرطة المجتمع وليس الانبطاح والاستسلام.

وأضافت المتحدثة أن أساس وحدة اليسار ينبغي أن يكون هو البلوغ إلى الديمقراطية وفصل السلط الحقيقي وربط كل مسؤولية بالمحاسبة، وأن تكون لنا حكومة مسؤولة وتحكم، وتحقيق المصلحة العامة وليس مصلحة الأحزاب والأشخاص.

ولفتت منيب إلى أن صعوبة وحدة اليسار راجع لعدة أمور، من بينها أن اليسار اليوم لا يزال يعيش نوعا من التيه والتصحر الإيديولوجي، فهناك يسار ينضم إلى بعض التيارات الإسلامية كي يتقوى ضد المخزن، وهناك يسار ينضم للمخزن ليتقوى على التيارات الإسلامية، وبقينا نحن وسط يسار يؤمن بالوحدة وتحرر الإنسان، ويعمل على أن تنضم التيارات التائهة لإعادة بناء اليسار وتنظيم القوة الكبيرة.

وأضافت منيب أن أزمة اليوم يمكن تحويلها إلى فرصة إذا استطاع اليسار في محطات مقبلة أن يحدث رجة وزلزلة في البيت اليساري بكل مشاربه، فلا بد على اليسارات المتعايشة بالمغرب أن تراجع الذات وتقوم بوقفة، وتتفق على استراتيجية موحدة تعرضها على الشعب ليعرف أن مصلحته مع هذا اليسار.

وأكدت منيب أن اليسار بالمغرب يعاني من الظلم الاجتماعي والاقتصادي، وهناك محاصرة للفكر اليساري من كل المناحي، والظروف العامة غير مسهلة لنهضة يسارية، لكن الأمل يظل موجود.

ومن جهة أخرى أبرزت الأمينة العامة للاشتراكي الموحد أن الاستعدادات الانتخابية تمر حسب ما تريده وزارة الداخلية وحسب تصورها، حيث تضبط التوازنات كما ضبطتها بالأمس، فهي تسير بعض الأحزاب، وتريد أن تقلص من قوة أحزاب أخرى، دون اعتراف بالإرادة الشعبية.

واعتبرت منيب أن الكفاءات هجرت الأحزاب لأن الدولة العتيقة تشجع التقنوقراط، فعدد كبير من المثقفين كان بالإمكان أن يختاروا التواجد في أحد الأحزاب، لكنهم اختاروا اليوم موقع الحياد السلبي، وعدد منهم عين في مناصب عليا أو مناصب وزارية، فالدولة بعدما استعملت الآلة القمعية واستعملت آلة الاستقطاب، مرت لآلة التقنوقراط، وقتلت الكفاءات في الأحزاب.

وأشارت المتحدثة إلى أن الذكاء هجر الأحزاب إلا نادرا، وحتى الفنانون هجروا الأحزاب خوفا من حرمانهم من الدعم، وأصبح الشخص مكبلا بثقافة الخوف والطاعة العمياء، إضافة إلى الوصولية والانتهازية التي دخلت في بعض النخب وهو ما زاد الأحزاب ضعفا.