قال مصطفى شناوي النائب البرلماني عن فدرالية اليسار، إن ما يكره الناس في السياسة هو الخطاب المزدوج، مشيرا إلى أن المغرب يجني ثمار السياسات العمومية المتبعة في البلاد منذ الاستقلال.

وأوضح شناوي خلال تعقيبات البرلمانيين على وزير الصحة، أمس الخميس، أمام لجنة القطاعات الاجتماعية بمجلس النواب، أنه منذ الاستقلال إلى حدود الآن إذا تم استثناء ندوة يتيمة أجريت سنة 1959 تضمنت نقاشا وطنيا حول قطاع الصحة، فإن جميع السياسات المطبقة منذ الاستقلال إلى اليوم تبعد كل ما هو اجتماعي عن السياسات العمومية، ومن ضمنه قطاع الصحة.

وانتقد شناوي الخدمات العمومية الرديئة، مشيرا أن اعتبار الإنسان كجوهر للسياسات العمومية غائب منذ الاستقلال إلى الآن.

وأبرز أن المادة 31 من الدستور لا تتحدث عن الحق في الصحة كما يروج مع الأسف، بل تقول إن الدولة تعمل على توفير وتيسير الوسائل المتاحة وليس الضرورية لتيسير الوصول إلى الحق في الصحة.

وأكد شناوي أن التخوف الحقيقي الآن هو انهيار المنظومة الصحية، حيث أن هناك اكتظاظ فعلي في مراكز الإنعاش، يضاف إليه سوء التدبير والتسيير والارتباك من قبل الحكومة.

وتساءل شناوي عن الوضع الذي نعيشه ومن المسؤول عنه، مضيفا “أنا أستغرب من ازدواجية خطاب الغير، وأنا لا أتفهم أن أعضاء في الحكومة ينتقدون الحكومة”.

وأضاف “قبل أن نعود إلى فترة الاستقلال، الوضع الذي نعيشه اليوم من المسؤول عنه، من مارس التقشف على القطاعات الاجتماعية في  2011؟، أليس بنكيران وأغلبيته وحزبه؟، أليس هو من مرر قانون الخوصصة في 2014 ؟ مع أن المجلس الاقتصادي والاجتماعي أكد أن هذا القانون خطير على المنظومة الصحية”.

وتابع “من قال يجب رفع اليد عن الصحة والتعليم أليس عبد الإله بنكيران رئيس الحكومة السابق؟ إذن لماذا نمارس ازدواجية الخطاب اليوم وننتقد الوضع؟”.

ولفت شناوي أنه أثناء مناقشة قوانين المالية دائما قدم نواب فدرالية اليسار مقترحات للرفع من ميزانية قطاع الصحة، وكانت ترفض دائما لا من قبل الحكومة، ولا من قبل البرلمانيين، وآخرها قانون المالية المعدل الذي لم تتحرك فيه ميزانية وزارة الصحة.

وأشار أن هناك اختبارا قادما هو قانون مالية 2021، ونتمنى أن ترفع بموجبه الموارد البشرية في قطاع الصحة وميزانية القطاع بشكل عام، وإلا فإن الحكومة تضحك على المغاربة.

وأكد أن الاحتفاء بعيد الأضحى كان خطأ، مشددا أن القطاعات الحكومية الأخرى لا تقوم بواجبها بخصوص البؤر الفلاحية والمهنية.

واستغرب شناوي من الحماس الكبير في مناقشة صفقات وزارة الصحة خلال الجائحة، مقابل غض النظر عن الملايير التي أكلت في قطاع المحروقات، والتي تصل إلى 10 مليار سنويا، مضيفا ” أنا لا أنزه أحدا لكن يجب أن يكون لنا نفس الحماس لمناقشة كل شيء”.

ودافع شناوي عن مهنيي قطاع الصحة، مؤكدا أنهم وصلوا إلى مستوى من الإنهاك غير مقبول، محملا المسؤولية لرئيس الحكومة والحكومة بشكل عام لأنها لم تتعامل بشكل استثنائي مع قطاع الصحة.

وأضاف “هناك بلوكاج في صرف تعويضات مهنيي الصحة وخلفيته حزبية ضيقة، وهذا يطال أيضا التعيينات على مستوى الإدارة المركزية”.

وختم بالقول “أنا مع الإعفاءات التي تمت في الوزارة، وسبق أن صرحت بأن بعض المسؤولين جيدين لكن البعض الآخر ورثناه في إطار حزبية ضيقة ويجب أن يغادروا، والعدد الذي أعفاه الوزير قليل مقارنة مع عدد المسؤولين الذين يجب أن يذهبوا”.

وأكد أن الشغيلة لا تحتاج إلى تحفيزات ظرفية بل لإصلاح عميق للمنظومة الصحية لأنها المخرج الكفيل بحل جميع مشاكل القطاع، وتلبية جميع المطالب بشكل كامل.