حذرت البرلمانية فاطمة سعدي عنحزب الأصالة والمعاصرة، من استمرار الهجرة غير النظامية لشباب بلادها، ومن تحول البحر الأبيض المتوسط إلى “مقبرة” جماعية لهؤلاء الشباب. جاء ذلك في سؤال كتابي وجهته البرلمانية، الثلاثاء، لرئيس الحكومة سعد الدين العثماني، حول “موجة الهجرة السرية الجماعية للشباب المغاربة”.

ويتداول نشطاء بمنصات التواصل الاجتماعية، مقاطع فيديو لشباب مغاربة يهاجرون عبر قوارب في البحر، منها مقاطع لأسر بأكملها رفقة أطفال صغار، مما أثار جدلًا كبيرًا.

وأوضحت سعدي أن “موجهة الهجرة السرية الجماعية” للشباب لا تجد تفسيرًا لها إلا فيما أسمته “اليأس الذي تسرب إلى عقول الشباب”.

وقالت إن “قوارب الموت تعود من جديد إلى واجهة الأحداث، وتحتل بذلك الصدارة في وسائل الإعلام وشبكات التواصل الاجتماعي بالبلاد”.

وتابعت: “منذ مدة وجيزة فقط تحول حوض المتوسط إلى مقبرة جماعية لمئات الشباب المغاربة، جثث كاملة وأخرى عبارة عن أطراف جسدية متحللة تطفو على سطح البحر أو تلتقط في شباك الصيد.. في مشاهد أقل ما يمكن أن توصف به كونها صادمة وقاسية جدًا”.

واعتبرت أن “أسباب هذه الهجرة تتمثل أيضًا في فقدان الشباب الثقة في الاختيارات السياسية والاقتصادية والاجتماعية التي انخرطت فيها البلاد منذ زمن ليس بالقصير، وهي الاختيارات التي أبانت عن فشلها الذريع”.

ووجهت سعدي، سؤالًا لرئيس الحكومة عن “التدابير والإجراءات المستعجلة التي يعتزم اتخاذها لإيقاف هذا النزيف على الأقل”.

وأوائل شتنبر الجاري، قال الناطق باسم الحكومة، مصطفى الخلفي، إن بلاده تمكنت من إحباط أكثر من 54 ألف محاولة للهجرة غير النظامية، خلال عام 2018.

وأضاف الخلفي،، أن المصالح الأمنية تمكنت أيضًا من “تفكيك 74 شبكة إجرامية تنشط في مجال التهريب والاتجار بالبشر خلال العام الجاري، وحجز أكثر من 1900 آلية تستعمل في مجال تهريب البشر (زوارق مطاطية، دراجات مائية، محركات مستعملة في الإبحار)، وذلك في إطار القوانين الجاري بها العمل”.