لم تخلو الجلسة رقم 14 من محاكمة معتقلي حراك الريف، صباح يوم الجمعة 6 يناير الجاري بمحكمة الاستئناف بالدار البيضاء، من ملاسنات كلامية وشنآن بين كل من النيابة العامة وهيئة دفاع المعتقلين، إذ مباشرة بعد تسجيل حضور جميع المعتقلين مؤازرين بدفاعهم، باشر حكيم الوردي ممثل النيابة العامة مرافعته تعقيبا على دفوع هيئة المحامين طيلة 5 جلسات الماضية، لتتوتر الجلسة على خلفية طرد القاضي علي الطرشي للصحفي حميد المهداوي، بعد تناوله الكلمة دون استئذان. 

وانتقد المهداوي خلال الجلسة، ما اعتبره تمطيطا لمحاكمته، مشيرا إلى أن كثرة الجدال بين النيابة العامة وهيئة الدفاع لا يفيد في شئ، ليقوم القاضي بطرده، وهو القرار الذي أشعل فتيل الصراع بين كل من  هيئة الدفاع ورئيس الجلسة ثم النيابة العامة، إذ في الوقت الذي انتفضت فيه هيئة الدفاع حيال قرار الطرد، اعتبر حكيم الوردي ممثل النيابة العامة أن مسألة الطرد داخلة في صلاحيات تسيير القاضي للجلسة، فيما صرخ ناصر الزفزافي من القفص الزجاجي متضامنا مع المهداوي بالقول ” أضم صوتي لصوت حميد المهداوي”.

من جهتها، كشفت النيابة العامة عن هوية الشخص الذي اتصل بالصحفي حميد المهداوي، مؤكدة ان الأمر لا يتعلق بشخصية وهمية خلافا لما روج له. 

ولم يقتصر ممثل النيابة العامة  حكيم الوردي على هذا فحسب، بل استرسل في تقديم معلومات حول المعني بالأمر، إذ أفاد بأنه يدعى ابراهيم البوعزاتي، وهو مواطن مغربي، مزداد بالحسيمة ويقطن بهولندا ولا يتوفر على أية جنسية أجنبية عكس ما يتداول،  مردفا أن التحريات المنجزة أسفرت على أن البوعزاتي فعلا اتصل بالمهداوي بنفس الرقم الهاتفي الذي يستعمله في تواصله مع شقيقيه القاطنين بطنجة.

وأضاف الوردي، موضحا أنه جرى الاستماع إلى شقيقي المدعو البوعزاتي وأنهما على علم كون شقيقهم، ابراهيم، حررت في حقه مذكرة بحث على الصعيد الدولي بتهمة الاتصال بالصحفي حميد المهداوي وإقناعه بإدخال أسلحة ودبابات للمغرب على هامش الأحداث التي عرقتها مدينة الحسيمة. 

وواصل الوردي تعقيبه على طلبات الدفوع مفصلا في طلب سبق وتقدم به المحامي خالد امعيز بخصوص استدعاء انفصاليي الخارج.

وفي معرض جوابه أسهب الوردي في تلاوة لائحة تضم أسماء انفصاليي الخارج وهوياتهم، مشيرا إلى أن كل من المدعو صادق بوحيدار، عماد العتابي وعز الدين ولاد علي يشكلون موضوع برقية بحث على الصعيد الوطني، مصعدا من لهجته بخصوص صادق بوحيدار الذي قال إنه سجلت في حقه محاضر توثق عملية إحراقه جواز سفره المغربي، وهو ما أثار حفيظة هيئة الدفاع التي انتفضت مجددا متهمة النيابة العامة بالاستفزاز. 

هذا وأذن القاضي للمعتقل محمد الأصريحي بمغادرة القاعة مع الأمر بإحضار طبيب ليكشف عن حالته الصحية  نظرا لتقيئه الدم داخل القفص الزجاجي. 

ومن المرتقب أن تستأنف الجلسة على الساعة الثالثة والنصف، بعدما رفعت لأداء صلاة الجمعة.