سرد محمد الهاني المعتقل على هامش “حراك الريف” خلال جلسة الاستماع بمحكمة الاستئناف بالدار البيضاء، الأحداث التي واكبت مرحلة اعتقاله سواء بمدينة الحسيمة أو بالدار البيضاء، مؤكدا أنه “تلقى معاملة حاطة من الكرامة قبل وأثناء فترة استنطاقه”.

ومن جملة ما استعرضه الهاني على أنظار هيئة الحكم الموكل إليها النظر في الملف، “تعرضه للسب والقذف من قبل ضابط بالحسيمة يدعى عصام”، مضيفا أنه اتهمه بـ”الانفصالي” ووجه إليه سيلا من العبارات القدحية، ووفقا لما أدلى به ذات المتهم، فإن والدته لم تسلم هي الأخرى من المعاملة السيئة للضابط المذكور، إذ عمد إلى دفعها ونعتها بألقاب ذميمة بعدما حلت بمركز الشرطة كي تتفقد أحوال ابنها.

ذات المعتقل، تابع أنه لم يطلع على مضمون ما جاء في محاضر اعقبت عملية التحقيق معه بمدينة الحسيمة ومع ذلك أجبر على توقيعها، قبل أن يتم تنقيله إلى مدينة الدار البيضاء ليلا، مردفا أنه على إثر ما ألحقته به الأصفاد من ألم على مستوى اليدين كان يترجى رجال الشرطة كي ينزعوها عنه، إلا أن طلبه قوبل بالرفض عدة مرات، ما أسفر عنه تورم يديه جراء ذلك.

واسترسل الهاني، حديثه أمام هيئة الحكم مشيرا إلى أن الضابطة القضائية طلبت منه مدها بحسابه الفيسبوكي، في حين مكنته من الاتصال بأحد أقربائه شريطة أن يجري الحوار بـ”العربية” بدل “الريفية”، مع توجهيه إلى ضرورة توكيل محامي في مرحلة الاستماع إليه من قبل الوكيل العام، مستدركا “تم استجوابي ساعات قبل أن يرجعوني إلى إحدى القاعات حيث الحشرات منتشرة بقوة، والأكثر من ذلك لم تتم معاينتي من طرف طبيب”.

وفجر ذات المتحدث مفاجأة أثارت استهجان أفراد عائلات المعتقلين ومحاميهم عندما زعم أن الضابطة القضائية حثته على توريط الزفزافي وأحمجيق نظير إخلاء سبيله “سيدي القاضي، لقد قالوا لي عند الضابطة القضائية غرق للزفزافي وأحمجيق وتمشي بحالك بيد أنني رفضت”، موضحا أن خلال 8 أيام “تعرض للتعذيب ووقع المحاضر بالإكراه وتحت التهديد”.

وعن سؤال وجهه إليه القاضي، علي الطرشي، بخصوص علاقته بناصر الزفزافي، أجاب محمد الهاني “الزفزافي جاري وقبل ذلك هو أخي في الدين والوطن والجنسية”، مفيدا بأنه كان برفقته فوق سطح المنزل في الوقت الذي حلت فيه القوة العمومية بمقر سكناهم حيث يتواجد منزل الزفزافي محاذيا لمنزل الهاني بالحسيمة، نافيا أن يكون قد عمل على توفير الحماية لقائد الحراك.

أما فيما يخص علاقته بالاحتجاجات فذكر الهاني أنها جاءت في سياق إصابة والده بمرض السرطان، الأمر الذي دفعه إلى الخروج للاحتجاجة في الشارع العام، قصد رفع مطالب اجتماعية واقتصادية لساكنة الحسيمة والنواحي والتعجيل ببناء مشفى ونواة جامعية مع توفير بنية تحتية لائقة للمنطقة.