دعى عبد الإله بنكيران إلى الفصل بين قرار إعفائه من رئاسة الحكومة من قبل الملك وبين انتهاء مسؤوليته كأمين عام لحزب العدالة والتنمية.

وكشف الأمين العام السابق لحزب المصباح خلال كلمة ألقاها وسط شبيبة حزبه يوم أمس السبت 29 فبراير، أنه كان يمتنع عن الحضور للقاءات الحزب لتجنب التشويش على منهم في المشهد.

وأشار المتحدث إلى ضرورة الفصل بين التجربتين، تجربة حكومة بنكيران وتجربة حكومة العثماني، قائلا “الرجل هو الأسلوب.. ولكل طريقته في التسيير”.

وقال بنكيران إن من يتدخل في الشأن العام نوعان إما شخص يريد إصلاح الشأن العام وإما شخص يريد أن يتحكم في الشأن العام ويبسط نفوذه فيه ويستغله لصالحه.

وسجل بنكيران خلال كلمته، موقفه المعارض للتصويت على قانون الإطار، ناعتا إياه بالخطأ الجسيم، وأشار إلى أن عدم حضوره للمجلس الوطني كان بدافع تجنب الاصطدام برئيس الحكومة الحالي سعد الدين العثماني.

وأكد أن حضور كان يعني مصادقته على ما قاله العثماني في الوقت الذي ليس لديه أي استعداد للمصادقة عليه، مسترسلا “ما يؤلمني أنه يفتخر به ويكرره.. هذه خايبة حتى للتعاويدة”.

واستشهد بنكيران بكلمة في كتاب الأدب الأندلسي لمحمد بلفريج، اورد فيه محاولة الإستعمار الفرنسي إدراج العامية المغربية في المنظومة التعليمية معتبرها إياها بالمؤامرة الخبيثة.

وأكد بنكيران على ضرورة رفض القانون الإطار مهما كان الثمن، قائلا “لا أحد يلزمك بأن تبقى رئيسا للحكومة في حال تعارض الأمر وقناعاتك”.

وكشف بنكيران عن محاولات من أطراف تحفظ على ذكر اسمهم “راودوه للتنازل عن دعم الأرامل وكانت النتيجة أن الملك ساندني في النهاية، مشيرا إلى أن إصلاح دعم الأرامل أقل من إصلاح منظومة التدريس”.

وقال بنكيران “بالنسبة لي المرحلة انتهت يوم تمت المصادقة على القانون الإطار” مسترسلا “لايمكن في المملكة المغربية تتراجع مكانة اللغة العربية في عهد العدالة والتنمية”.

وأضاف القيادي قائلا “إن حرية الرأي أساسية في الحزب فلا معنى لأن تأتي فئة تسير الحزب حالية أو مستقبلا تقصي من يخالفها الرأي وتزكي من يوافقها إياه، وإلا سيكون مصيرنا نفسه مصير حزب يشبهنا كثيرا انفض عنه رجالاته وبقي الشخص المعروف وحيدا”.

وأشار بنكيران إلى أن ما وصل إليه الحزب اليوم كان بفضل الحرية والعدل والديمقراطية فلا يمكن أن نقبل بالخوف من سحب التزكية والإقصاء ناعتا الأمر بالخزعبلات.

ودعى بنكيران وزراء العثماني إلى ضرورة الرد على عيوش الذي قال لهم “صوتم على القانون الإطار للحفاظ على مناصبكم”، واصفا كلمته هته بالسُّبة.

وأكد المتحدث على أن هناك من كان ينوي الإصلاح ولكنه فسد ويستوجب عليه أن ينسحب بهدوء إلى حال سبيله ويطلب المغفرة من الله.

ودعى بنكيران إلى تحديد الهدف من العمل داخل الحزب، معربا عن أسفه إن كان الهدف هو البحث عن منصب “بريكول” في سفارة أو الحكومة أو الديوان بعد انتخابات 2021.