بعد إعلان وفاة الرئيس المصري الأسبق محمد مرسي، خلال الاثنين الماضي أثناء حضوره جلسة محاكمته في قضية ما يعرف ب”التخابر مع حركة حماس الفلسطينية”، اختلفت ردود فعل المُثقف، بين المتضامن مع مرسي الإنسان أولا، والرئيس المنتخب ديمقراطياً ثانيا، مندداً بالمَظلمة التي تعرّض لها. وبين من تهكم أو شمت أو تواطؤ بالصمت – وهو الاتجاه الأقلي الغير الديمقراطي الذي يدعي الليبرالية واليسارية زوراً – متحججاً بخطاب المؤامرة وعدم ديمقراطية مرسي وجماعة الإخوان.

في خضم ذلك، علّق عبد الله حمّودي، عالم الأنتروبولوجيا بجامعة برينستون، والفاعل المدني في جوابه عنى سؤال طرحه عليه موقع “لكم” حول شعوره إثر مقتل الرئيس مرسي: “أشعر بحزن عميق، وأعتبر أن وفاة الرئيس مرسي مأساة لا تمس مصر فقط، بل تمتد إلى جل البلدان العربية والإسلامية. ورغم الاختلافات السياسية والإيديولوجية فإننا نعتبر أن محمد مرسي رئيس منتخب ديمقراطياً، وهو الرئيس الشرعي لمصر، انقلب عليه الجيش واقترف في حقه إجراماً لا يُغتفر”.

ويضيف حمّودي “أكيد أن هذا الفعل الشنيع خرقاً جسيماً لحقوق الإنسان، وهو يعود بنا إلى عهد الظلم والقوة والعنف. أنا كلي يقين أن هذا قتل إجرامي، ويتعارض مع القانون والشرع وكل الأعراف الدولية. وسيبقى مُسجل ضد أصحابه الذين ارتكبوه، ولا بد أن يأتي يوم العقاب. فالأمور ستتغير، وسيقرر الشعب المصري يوماً ما مصيره، وسَيُأتى بالجناة إلى المحاكم، سواء داخل مصر أو خارجها. وبما أن هذا الفعل هو انتهاك جسيم لحقوق الإنسان وللأعراف الدولية وللاتفاقيات فإن على المنظمات الدولية فتح تحقيق في هذا القتل الممنهج.”

وينتهي حمودي بالقول: “إن عدم التضامن مع الرئيس مرسي، والتنديد بما حدث له يدل على خلل في التفكير وخلل في المواقف والأخلاق أيضاً. إن المسألة واضحة، ليس فيها لا يسار ولا يمين. وعلى كل من يتشبت بحقوق الإنسان والقانون أن يسجب هذا العمل الشنيع. وإذا كان هناك بعض المثقفين المنتمين لليسار لهم أحكاماً من هذا القبيل، فإن ذلك يخجلني شخصياً، ولا يمكن قبوله بأي وجه. وإذ أنه لسنا من نفس الصف السياسي الذي ينتمي إليه الرئيس مرسي، فإن ذلك لا يبرر، أبداً، التواطؤ مع الجريمة”.