قال عبد العلي حامي الدين، القيادي البارز بحزب العدالة والتنمية، “ان المغرب يعيش اليوم ظرفا إقليميا خاصا، وان ما يحدث في الجزائر والسودان اليوم، ليس نبتة حائطية”، مؤكدا على “أن ما يحدث في الجزائر اليوم، هو نتيجة لضرب المؤسسات المعبرة عن إرادة المواطنين في مصداقيتها التمثيلية، واستفراد عصابة بالسلطة والثروة، وحرمان المجتمع من التوزيع العادل للثروة، ومن تمثيلية عادلة داخل مؤسسات الدولة”.

وأضاف حامي الدين، في مداخلته يوم الأحد 21 أبريل الجاري خلال المؤتمر الإقليمي للفضاء المغربي للمهنيين، التابع لهياكل الحزب، بمدينة سلا، بصفته الكاتب الجهوي للحزب بجهة الرباط سلا القنيطرة، أنه لم يكن أحد يتوقع قبيل أشهر، أن الشعب الجزائري سيخرج عن بكرة أبيه، وملايين الناس يخرجون كل يوم جمعة، وقد وصلوا اليوم للجمعة التاسعة، للتعبير عن رفضهم للمؤسسات الموجودة، والمسؤولين الموجودة، مضيفا، أنه إلى حدود اليوم لا وجود لمسؤول أو مؤسسة من النظام القديم، قادرة على إقناع الناس وإرجاعهم إلى بيوتهم.

وتابع القيادي بالبجيدي “أن الشعب الجزائري لم يعد يثق في أحدهم ولم تم تحقيق بعض مطالبهم، وأنه رأينا العهدة الخامسة زالت، كذا استقالة رئيس المجلس الدستوري، ومع ذلك لازالت الاحتجاجات قائمة، لأن هناك عدم الثقة بين الشعب ومؤسسات الدولة”.

وسجل حامي الدين “أن ما يحصل في السودان، دالٌّ على أن المؤسسات التي تستفرد بالسلطة وتستبد بالسلطة، حتى ولو أخذت لبوسا إسلاميا، ما يعنى أن الاستبداد لا ملة له، فإن الشعب سيخرج ضده في يوم من الأيام، ولم يكن أحد يتوقع ذلك”. مشيرا، “إلى أن الحكام لكي يستفيدوا من هذه التجارب لابد لهم أن يعمقوا مصداقية المؤسسات التمثيلية. وهذه مسؤولية جماعية وليست فردية. بل مسؤولية الدولة ومسؤوليتنا نحن أيضا كمناضلين”.

وأضاف، أن المسؤولية على الدولة أكثر في أن تعيد للمؤسسات التمثيلية مصداقيتها، فالنقابات اليوم لا تمثل إلا نسبة 5% من العاملين، وهذا خطر بالنسبة للاستقرار والأمن الاجتماعي. موضحا في ذات السياق “صحيح أن للمغرب وضع خاص وأن لنا مؤسسات نحتكم إليها في الاحتقان الاجتماعي، ولكن لا يجب أن ننسى أن الناس نزلوا إلى الشارع يوما. وأن لا ننسى أن اليوم نحن في ظرفية خاصة والناس يشكون ويظلمون، وهناك احتقان داخل المجتمع. وأن لحظة لقاءنا الآن (الأحد صباحا)، هناك الآلاف من الناس يحتجون في الشارع على الأحكام التي صدرت في حق معتقلي حراك الريف، لماذا لأنهم فقدوا المؤسسات الوسيطة ونزلوا للشارع لكي يعبروا بأنفسهم على مطالبهم”. وفق تعبير القيادي ذاته.