تعيش منطقة العوامة المترامية الأطراف، المحسوبة ترابيا على مقاطعة بني مكادة منذ نهاية الأسبوع الماضي، موجة من الاحتجاجات والوقفات المستنكرة لقرار جماعة طنجة إقامة مركز لتحويل النفايات، بمنطقة “عين مزنود”، التي يعتبرها النشطاء “منتزها طبيعيا” يجب الحفاظ عليه.

وعبرت مجموعة من تنظيمات المجتمع المدني المنتمية للمقاطعة عن استنكارها الشديد لهذا القرار، وطالبت في بلاغات متعددة وصلت موقع “لكم” نسخ منها بإلغائه، والبحث عن أماكن أخرى بعيدة عن السكان، لإحداث المركز، وهو ما رد عليها نائب العمدة المكلف بالملف أن الجماعة أصلا لم تحسم بعد في المكان، وأن لها خيارات أخرى بعد الدراسة التي أجريت وأكدت أن تكلفة المكان المقترح باهظة.

قرار بدون استشارة مع الساكنة

في هذا الصدد قال عبد الحفيظ شنكاو وهو من الأسماء الجمعوية المناهضة لهذا الخطوة، إن المجلس الجماعي اتخذ قرار إحداث مركز تحويل النفايات، باعتباره صاحب الاختصاص، دون أن يكلف نفسه عناء التواصل مع الساكنة وسماع رأيها في الموضوع .

وأشار المتحدث في حديث مع موقع “لكم”، إلى أن المواطنين وباقي فعاليات المجتمع المدني قررت التصدي لارتجالية القرار للحفاظ على المنتزه الطبيعي “عين مزنود بالعوامة ” كفضاء لاستراحة الساكنة والترفيه على فلذات كبدهم .

وأضاف شنكاو، أن المنطقة التي حددها المجلس الجماعي ، لإحداث مركز تحويل النفايات تعتبرها الساكنة “منتزه طبيعي” ، تحج إليه مساءات كل يوم للترفيه والاستمتاع بجمالية الطبيعة، في الوقت الذي تفتقد فيه المنطقة إلى فضاءات ترفيهية، ناهيك عن قربها من خزان الماء الصالح للشرب، والذي يزود ساكنة المدينة بالماء ، وهو ما قال عنه الناشط الجمعوي أنه تسبب للساكنة في خوف وقلق، خوفا على صحتهم، ومن انبعاث الروائح الكريهة.

 تكلفة باهظة 

وفي توضيحات قدمها لموقع “لكم”، قال إدريس التمسماني الريفي نائب عمدة طنجة المكلف بالملف، ان موقع “عين مزنود”، هو المكان الوحيد الذي وافقت عليه السلطات المعنية، لأسباب كثيرة منها تواجده في مكان مناسب للمطرح العمومي الجديد، مشيرا إلى أن جماعة طنجة تقدمت بالعديد من الأماكن كمقترحات لإحداث مركز لتحويل النفايات، إلا أن منطقة “عين مزنود” بالعوامة التي اثارت كل هاته الاحتجاجات دون حتى معرفة التفاصيل كانت الوحيدة التي حظيت بالقبول.

واستدرك المتحدث أنه وبعد الدراسة التي أجرينها للموقع وجدنا أن تكلفة المكان باهظة بسبب تواجد وديان ومنحدرات، مفيدا أن الجماعة تبحث عن بديل آخر، مؤكدا أن البحث يبتغي تفادى الاعتداء المادي، وعلى ضرورة أيضا إيجاد موقع تابع لأراضي تابعة للأملاك المخزنية .

تأجيج الاحتجاجات

في ذات السياق قال المتحدث لموقع “لكم”، نحن على اطلاع على الاحتجاجات التي تعرفها المنطقة، لكن اتضح لنا أن هناك من يقدم للساكنة معطيات خاطئة، لتأجيج الاحتجاجات حتى دون معرفة التوضيحات والتفاصيل، وهناك من يحرك الناس بطريقة غير معقولة .

وأشار نائب العمدة إلى أن هناك من يتحدث عن إحداث مزبلة بالمكان وهناك من يتحدث عن الرائحة، وغيرها، ولا شيء من ذلك صحيح، موضحا أن المكان هو مركز هو فقط للتحويل وبعيد عن التجمعات السكنية، بحيث أن شاحنات صغيرة ستفرغ حمولتها بالشاحنات الكبيرة وفق معايير معينة، دون المرور عبر منطقة العوامة أو عبر أحياء سكنية، وبطريقة محددة سلفا لن يكون لها أي تأثير لا على البيئة ولا على الساكنة، وبتنسيق مع وزارة البيئة، مؤكدا على أن مجموعة من المعطيات الرائجة مبالغ فيها .