قال نور الدين أفاية، أستاذ الفلسفة المعاصرة بجامعة محمد الخامس، إن المد الجارف للثورة الرقمية أنتج موقفين متضاربين أحدهما، يقدر الإيجابيات لكنه لا يتردد في التعبير عن القلق، ويفسر ذلك بالسطوة الكبيرة للأدوات الرقمية على الإنسان وما أصبحت تنتجه من أشكال للإدمان والعبودية الطوعية الحديثة.

في حين يبدو الموقف الثاني متحمسا لهذه الوسائل وما تقترحه على الانسان من بدائل، حسب المفكر حيث عزا ذلك على إنتاج هذه الوسائل لما يسمى بالذكاء الابتكاري الاستثنائي في تاريخ البشرية، “بالتالي فإن الجيل الذي ازداد مع هذه الثورة الرقمية أصبحت له كفاءات وقدرات على الابتكار” يضيف أفاية في معرض حديثه خلال ندوة حول “تحول القيم في العصر الرقمي” عقدت مساء يوم الأحد 28 يوليوز الجاري، ضمن فعاليات مهرجان “ثويزا” بطنجة.

واعتبر الباحث الانترنت مجالا لتفريغ النقص والحرمان، “حيث وجدت حشود من الناس فيه ما يسمح لهم بعمليات التفريغ، فضلا عن الأسر التي تعجز عن التحكم في هذه الأدوات والحد من تأثيرها على الأفكار والناشئة” يضيف أفاية.

وأشار أفاية إلى أن الأدوات الرقمية سمحت ببناء هويات جديدة وانتحال شخصيات ليست حقيقية. كما غيرت هذه التكنولوجيات الكثير من سلوكاتنا تجاه الآخرين، وبدأت تكشف عن نقائص بطريقة فضائحية وفرجوية.

وأوضح ان هذه الأدوات ماهي في الواقع إلا مرآة للمجتمع، باعتبارها متاحة للجميع، وكل واحد منا يرى أنها وسيلة للتعبير عما يراوده منأ فكار ومشاعر.