يقبع تمثال «الحورية الصغيرة» النحاسيّ الشهير على صخرة في مرفأ كوبنهاغن، منذ أن صقلته أنامل النحّات الدنماركي إيريك إريكسن قبل مئة وعامين. لا يزعج المارّة، ولا يخدش حياء السيّاح الذين يلتقطون الصور بجانبه. لكنّ صورةً للمنحوتة التي تمثّل شخصيةً خيالية ابتكرها الروائي الدنماركي هانز أندرسون وتحوّلت إلى بطلة كرتونية في أفلام «ديزني»، أثارت الجدل على مواقع التواصل أمس، بحسب صحيفة «تلغراف». فبعدما نشرت النائبة الدنماركية ميتي جيرسكوف الصورة على مدونتها، شاركت الرابط على موقع «فايسبوك»، فإذا بإدارة الموقع تحجبها، لأنّها تحمل «إيحاءً جنسيًا يمثّل خرقًا لشروط استخدام الموقع»، بحسب ما كتبت جيرسكوف على صفحتها. وقالت: «لا أستطيع أن أسوّق لمدوّنتي بسبب هذا المنع الغبي، لم أفكر يومًا أن كنزنا الوطني سيوضع في مصاف البورنوغرافيا الصبيانية». وعادت لتوضح في وقت لاحق أن سبب المنع يعود «لحقوق الملكية»، معلقة: «يبدو أنه لا يمكننا نشر صورٍ لكنز وطني من دون دفع مبلغٍ كبير لورثة الفنان.هذا هو القانون».
ليست المرة الأولى التي يثار فيها الجدل حول شروط نشر الصور على موقع «فيسبوك»، ما دفع بإدارة الموقع قبل مدّة لإعادة صياغة شروط المنع، معتبرة أنّ العري في الصور قد يثير حساسية بعض جماهير الموقع، لكنها استثنت صور اللوحات أو المنحوتات الفنية. فإذا كان منع صورة «الحورية الصغيرة» أتى في إطار «أخلاقي» يكون موقع «فايسبوك» قد خالف الشروط التي وضعها بنفسه، أما إذا كان الأمر متعلقًا بالملكية الفكرية فسيضطرّ الموقع عندها لحجب آلاف الصور لمنحوتات وأعمال فنية منتشرة في أماكن عامة حول العالم.