تأتي زيارة الامين العام للأمم المتحدة بان كي مون لمخيمات تندوف في ظرفية خاصة، بحكم أن النزاع حول الصحراء بات يراوح مكانه،حيث ظل هذا الملف يطبعه الجمود والانتظارية كسائر النزاعات والملفات التي عرفت التدويل، خاصة وأن الطرفين الرئيسيين المعنيين، المغرب والجزائر دخلوا في مرحلة غير مسبوقة تتسم بالمواجهة المباشرة توظف فيها كل الوسائل، ابتداء بالدبلوماسية ومرورا بتبادل الاتهامات وقطع العلاقات(غلق الحدود)، ووصولا إلى سباق التسلح والتهديد باللجوء إلى الحرب( التهديد المتكرر لجبهة البوليساريو بالحرب). وخلال السنوات الاخيرة(ما يقارب سنتين ونصف) وصل مسلسل المشاورات والمفاوضاتالتي كانت تتم تحت إشراف المبعوث الاممي كريستوفر روس إلى الباب المسدود. في ظل هذا الوضع جاءت الزيارة التي قام بها الامين العام للمنطقة وبالتحديد إلى المخيمات ومقابلته زعيم الجبهة، واستقباله كذلك من طرف الرئيس الجزائري يوم الاحد بالعاصمة الجزائرية، ويستشف من هذه الزيارة عدة رسائل يراد توجيهها إلى المغرب ، والذي يزكي هذا الطرح هو توقيتها ومكانها والتصريحات المدلى بها، خاصة في ظل تحفظ المغرب على هذه الزيارة، ويمكن اختزال الخلفيات المرتبطة بهذه الزيارة في ثلاثة رسائل رئيسية:

الرسالة الاولى التي يريد الامين العام إيصالها إلى المغرب من خلال هذه الزيارة هي دعمه وتجديده الثقة في المبعوث الشخصي كريستوفر روس(الزيارة تمت بتوصية من روس)، بعدما حاول المغرب أكثر من مرة أن يسحب الثقة منه بدعوى انحيازه لأطروحة الاطراف الاخرى خاصة الجزائر.

-الرسالة الاولى التي يريد الامين العام إيصالها إلى المغرب من خلال هذه الزيارة هي دعمه وتجديده الثقة في المبعوث الشخصي كريستوفر روس(الزيارة تمت بتوصية من روس)، بعدما حاول المغرب أكثر من مرة أن يسحب الثقة منه بدعوى انحيازه لأطروحة الاطراف الاخرى خاصة الجزائر.

-أما الرسالة الثانية، فهي محاولة الضغط على المغرب للقبول باستئناف المفاوضات التي انطلقت طبقا للقرار رقم 1754، منذ سنة 2007 حيث انعقدت الأولى والثانية على التوالي في 18 و 19 يونيو 2007 بمانهاست بأمريكا. فتواجد الامين العام للأمم المتحدة بالمخيمات فهو بمثابة ضربة أو رسالة قوية للمغرب لدفعه بقبول العودة إلى طاولة المفاوضات وفق القرارات الاممية التي تدعو الاطراف إلى العمل على ايجاد حلا متوافق بشأنه يرضي الجميع.

-وبخصوص الرسالة الثالثة، فهي ترتبط بداخل المخيمات، حيث تحاول الجزائر بعدما نزلت بكل ثقلها رفقة جنوب إفريقيا ونيجريا من أجل أن يقوم الامين العام بزيارة للمخيمات وأن لا يكتفي بالجزائر العاصمة، وذلك من أجل امتصاص الغضب الشعبي السائد في أوساط الصحراويين بتندوف وكسب المزيد من الوقت، وتجاوز حالة الاحتقان التي تنذر بالانفجار في ظل الاوضاع المزرية التي يعيشونها منذ أزيد من ثلاثة عقود.