ليس للريفي إلا البحر والجبال.. عذرا أيها الرئيس نحن ايتامك!
الجريمة الإجرامية لعناصر المخزن بالريف، التي راح ضحيتها المواطن الريفي محسن فكري، محسن المكافح الصياد الذي يعيل عائلة كبيرة حسب المعلومات الأولية المستقاة من مصادرنا بالريف، تستدعي منا كريفيين وكل من موقعه، أكثر من وقفة وتأمل، بالنسبة لي شخصيا أود التأكيد على مايلي:
آراء أخرى
الجريمة نفذت بأوامر من أحد أفراد قوات المخزن بالريف بالتواطؤ مع عنصر من شبيحة المجلس البلدي لمدينة الحسيمة الذي يرأسه المسمى محمد بودرا، وبالتالي ونحن ببداية نسج خيوط وتفاصيل الجريمة الإجرامية، أول سؤال يطرح نفسه هو من أمر بإلحاق شاحنات النظافة التابعة مباشرة للمجلس البلدي بوظيفة البوليس المخزني بالمدينة، وبالتالي تنفيذها لعمليات أمنية هي بالأصل خارج مهامها؟
نفس السؤال، يحيلنا إلى مغزى الصمت الذي لازم هذا المجلس، ولحدود كتابة هاته الأسطر بخصوص مشاركة عناصر تابعة لإحدى مصالحهم بالجريمة؟ هذا من جهة، ومن جهة أخرى تقتضي حجم الجريمة الإجرامية وبإلحاح تلاحم وتضامن كل الريفيين الأحرار وعدم ترك الجريمة تمر كما حدث مع الجرائم العالقة التي ارتكبتها قوات الاحتلال في حق الشعب الريفي على امتداد العقود الماضية، وهذا التلاحم والتضامن يجب أن لا ينسينا المهمة المركزية، ألا وهي أن نفتح نحن التحقيق ونجمع كل الأدلة المقرونة بالجريمة بكل صغيرة وكبيرة وطبعا خارج جمعيات ولا منظمات الارتزاق سواء المدنية أو الملحقات السياسية، يعنى أن الإرادات الريفية الحرة ملزمة بإنجاز تحقيق شامل ومفصلة حول الجريمة الإجرامية.
على امتداد العقود الماضية، وابتداء من عشرينيات القرن الماضي تفنن المحتلون والغاصبون في جرائمهم حق الشعب الريفي، فلم تسعفهم كل جرائم الإبادة الإجرامية بدءا باستعمال الأسلحة القذرة، ومرورا بالاجتياحات العسكرية وسياسات العقاب الجماعي والتهميش والعسكرة، اليوم وبنفس المكان، نفس المنفذين ونفس السياسات.
أعتقد جازماً وأكثر من أي وقت مضى أن تنامي وحشية وإجرامية السياسة الاستئصالية للمخزن بالريف هي نتاج طبيعي لتهاوننا وخنوعنا وبؤسنا كلنا، أعني هنا مجمل القوى التي تضع نفسها على خط التناقض الرئيسي للمخزن بالريف بمختلف أنواعها. في السنوات الأخيرة تم تسويق منطق وهم المصالحة مع الجلاد بالريف بشكل رهيب وانساقت للوهم مجموعة عريضة من نخبة المقاهي وأشباه المتعلمين وأشباه المثقفين وأشباه الفاعلين المدنيين.. لذلك أقول وبدون تحفظ، إن جريمة اغتيال الريفي النبيل محسن فكري، هي نتاج طبيعي لاحتضار وتشرذم جميع القوى الريفية من جماعات وأفراد، التي تقف على نقيض سياسة المخزن بالريف.
إنني أخشى أن تتحول الجرائم الإجرامية للمخزن في حق الريفيين إلى مناسبات للنواح والعويل واستحضار العضلات “الفايسبوكية” كما رأينا في مناسبات أليمة سابقة وآخرها جرائم حرق شبان الحراك الشعبي بالحسيمة واغتيال الشهيد كمال الحساني، ولاحقا سيلقى الريفي كريم لشقر نفس المصير المأساوي.
لعائلة محسن أقول عذرا وخجلا ما أتعسنا كلنا، مهما صرخنا ومهما ومهما أعرف أان لا أحد منا يستطيع أن يرجع لكم محسن …لكن وألف لكن لن يمر المجرمون.
