تشكل الانتخابات الفرنسية  الحالية، رهان فرنسي على المستوى الداخلي ، وخارجيا من حيت مستقبل  الإتحاد الأوروبي وكدالك التأثيرات على مستوي المنطقة المغاربية عموما والمغرب بصفة خاصة،  في ضل العلاقة التاريخية مع فرنسا مرورا بحقبة الاستعمار،إلى العلاقات الاقتصادية حيت تعتبر فرنسا شريكنا الأول، ومحدد جيوسياسي للمغرب.أما أوروبيا فرئيس فرنسا يتمتع دستوريا على صلاحيات أكتر من كل رؤساء  الدول الأوروبية الأخرى.

 نبدأ التحليل بالحزب الحاكم الحالي لفرنسا ،و هو الحزب الاشتراكي الذي أسس عام 1971 و في عهد ميترون تحول الحزب سنة 1983 إلى الليبرالية ممارستا و فق النموذج الغربي ، وإلى الاشتراكية شعارا و واجهة. والدليل البسيط هو ماكرون المستشار السابق لبنك روتشيلد أحتضن وحضر للفوز وسط  الحكومة الحالية لهولاند من إطار بنكي إلى مستشار الرئيس إلى و زير اقتصاد. كل دالك جرى تحت أعين هولا ند لمعرفته المطلقة باستحالة فوز الاشتراكيين لسوء الحصيلة على جميع  المستويات الأمنية و الاقتصادية وإشكالات إقرار قانون العمل المثير للجدل وفشل سياسات الإدماج و الهجرة، مع العلم أن فرنسا لا تستقبل أكتر من 3 في المائة من  المهاجرين القادمين إلى أوروبا، عكس ألمانيا التي تستقبل أكثر من 70 في المائة. هدا الفشل ترجم على أرض  الواقع جلال النتائج الحالية ،حيت حصل “هامون” على 6 فاصلة 7 في المائة ،مقابل فوز هولا ند في الانتخابات السابقة ب 26 في المائة. رغم تأكيد هامون في خطاب الخسارة ،أنه تعرض للخيانة ،فحتى هولا ند كان سيدعم علانية ماكرون ، لولا تدخل مستشاري الرئيس في اللحظات الأخيرة لمنع انشقاق كبير داخل الحزب .

أما “لوبين” مرشحة اليمين المتطرف ،فقد كان فوزها متوقعا في الدور الأول فهي امتداد للأحزاب المتطرفة في العالم. فقد أصبح هدا العالم مجنونا و منافقا ،حيت أصبحت الكراهية  والحقد خاصية أساسية  لجل المجتمعات التي تدعي التحضر ،فالأغلبية المتطرفة، الموجودة فيها أصبحت تحمل فشلها و وتقلص امتيازاتها ، خصوصا  بعد الطفرة الاقتصادية الهائلة، إلي المهاجرين و المسلمين ، متناسيين أنهم أنفسهم من جلب هؤلاء من المستعمرات لتشييد أوروبا بعد الحرب العالمية الأولى  و الثانية ، و حاليا يريدون التخلص من الجيلين الثاني و الثالث لأتفه الأسباب .

للفوز بأي  انتخابات في العالم  يجب أن تتوفر خلطة من المكونات الأساسية كالنفوذ المالي والاقتصادي والإديولوجيا المنظمة  واللعب على الأحقاد وتخويف الناس من المستقبل.هدا التخويف لعب بذكاء من طرف المرشحان الفائزان بقوة 

لقد كان واضحا خلال الحملة الانتخابية ،لعب “لوبين” على وتر الهجرة  و مذكرة في الوقت نفسه  أصل جدتها ذات الأصول القبطية في مصر ،فلأصل  يقول أن جميع البشر مهاجرين والفرق الوحيد هو تاريخ الوصول. فالكل يعلم أن الحملات الانتخابية شيئ و الرئاسة شيء أخر. والدليل أنها بمجرد وصولها إلى الدور الثاني تحالفت مع مرشح الحزب الجمهوري الذي حصل على 4 فاصلة 7 في المائة واعدة إياه برئاسة الوزراء زائد إلغاء وعدها بالخروج من الإتحاد الأوروبي. 

  للفوز بأي  انتخابات في العالم  يجب أن تتوفر خلطة من المكونات الأساسية كالنفوذ المالي والاقتصادي والإديولوجيا المنظمة  واللعب على الأحقاد وتخويف الناس من المستقبل.هدا التخويف لعب بذكاء من طرف المرشحان الفائزان بقوة ، فمعروف رأي لوبين أما ماكرون فقد وعد بزيادة 15000 مقعد جديد في السجون الفرنسية وتوظيف 10000 شرطي ودركي جديد.

 كل هدا يدفعنا للاعتقاد أن جهات لها سلطات كبيرة ، أهمها سلطة المال و الأعمال و كدالك الإعلام ، كانت وراء وصول ماكرون إلى الدور الثاني واحتمال فوزه بقوة لرئاسة فرنسا. وحسب محللين فرنسيين فهناك تأثير كبير لتجمع الشركات الفرنسية ،وما تملكه من نفوذ كبير على جميع المستويات ، والدليل هو سؤال هامون المرشح الاشتراكي لماكرون أثناء إحدى المناظرات المتلفزة حول تمويل حملة ماكرون.هدا الأخير وعد الأثرياء بتقليص الضريبة على الثروة، والزيادة في الاستثمار العمومي الذي حتما سيستفيد منه تجمع الشركات الفرنسية.

أخيرا فاز حزب اليمين أو مرشح الوسط لن يتغير شيئا ، فلوبين تعلم علم اليقين أن الشعارات و الرئاسة شيئان مختلفان و الدليل الرئيس الحالي لأمريكا ،وعجزه عن تمرير قانون الهجرة المثير للجدل. أما ماكرون فسيمثل امتداد لحالة الاستقرار الحالي ، و هو ما عكسته المظاهرات التي جرت عشية إعلان النتائج ضد المرشحين معا.