إحراج  ما بحجمه إحراج ذاك الذي تسبب فيه للملكة المغربية السيد رئيس مجلس النواب ،الحبيب المالكي ،بعدما أعلن في بيان رسمي ،عن خبر قيام دولة قطر برفع التأشيرة (الفيزا) عن  جميع المغاربة ،معتمدا في بيانه على حواره مع رئيس مجلس الوزراء ووزير الداخلية القطري ..ليتأكد لاحقا أن أمر رفع التأشيرة لا أساس له من الصحة ، بعد أن كذبت قطر الخبر أو بالأحرى صححته مؤكدة على أن رفع التأشيرة لا يخص جميع المغاربة بل يخص المغاربة الذين يتوفرون على تصريح الإقامة أو التأشيرة لدول :استراليا ،أو كندا ،أو الولايات المتحدة ، أو بريطانيا ،أو نيوزيلندا ،أو بلدان اتفاقية شتينغن ،أو طبعا إحدى دول مجلس التعاون الخليجي… 

إننا لا نجد تفسيرا لاندفاعية وتسرع السيد المالكي ،إذ لا نفهم كيف لمسؤول ،يحتل  الرتبة الثالثة في سلم تراتبية السلطة بعد الملك وبعد رئيس الحكومة ، أن ينشر بيانا رسميا يعلن فيه خبرا غير رسمي متجاوزا ،في الوقت نفسه ،اختصاصاته كرئيس لمجلس النواب …لكن واضح أنه في غياب الأخبار الجيدة ،وفي غياب الانجازات التي يمكن أن يفتخر بها رئيس مجلس النواب ،لم يصدق أخيرا أنه عثر على خبر جيد فلم تكن له القدرة على مقاومة حماسه لإخبار المغاربة به حتى دون أن يتأكد من صحته ؟؟ليجد نفسه في موقف حرج جدا ،وليوقع المملكة بأكملها في موقف محرج خاصة بعد أن تناقلت صحف وقنوات عربية ودولية الخبر…

هذا الأمر تسبب أيضا في إحباط مجموعة من المغاربة ،خاصة المعطلين منهم ،و الذين يرون في قطر الفرصة الأمثل من أجل البحث عن حياة أفضل بحكم فرص الشغل المتوفرة هناك وبحكم المستوى الاقتصادي المتقدم لهذه الدولة …إذ يعتبر المواطن القطري الأعلى دخلا غي العالم ،فحسب مجلة “غلوبال فاينونشال” بلغ دخل المواطن القطري السنوي في المتوسط خلال العام الماضي 2015، حوالي 59   ألف دولارا ..في حين لا يتجاوز الدخل المتوسط للمواطن المغربي 2.5 ألف دولار سنويا..

لسنا هنا لنناقش الفرق بين قطر والمغرب اقتصاديا ولكننا فقط نحاول أن نظهر حجم الإحباط الذي تسبب فيه السيد الحبيب المالكي للمعطلين المغاربة الذين كان بعضهم قد شرع في تجهيز الوثائق الخاصة بتحصيل جواز السفر ..قد يبدو هذا ساخرا في ظاهره إلا أنه ليس كذلك إن نحن تأملنا عمقه.. لذلك فعلى السيد الحبيب المالكي أن يبادر لتقديم استقالته من رئاسة مجلس النواب ،لأنه حتى الاعتذار لا يكفي في هذه الحالة ،فالأمر مرتبط بإحراج مملكة بأكملها و أيضا بإحباط نفسية مجموعة من المغاربة ،هذا دون أن ننسى تجرأ على وتطاول بعض المذيعين العرب على المغرب والمغاربة بمجرد ما سمعوا بأمر رفع قطر للتأشيرة …وهو ما كان يمكن تفاديه لو أن السيد المالكي لم يتسرع بنشر بيانه المحرج ..