ردَ وزير الفلاحة والصيد البحري والمياه والغابات ومحاربة التصحر “عبد العزيز أخنوش” يوم الخميس 22 شتنبر 2017 على القضية التي شغلت المغاربة، تعفن أضاحي العيد، ونسجل أنه يوم أسود نسبة للخميس الاسود 24 أكتوبر 1929 ذكرى انهيار أسهم البورصة العالمية”وول ستريت”، ويمكن اعتباره يوم انهيار القيم والمبادئ وخلق مبررات وأعذار للمتورطين في جريمة ضد فقراء الشعب المغربي وخلق منفذ لهم للإفلات من العقاب، بتحميل الجو كامل المسؤولية، بعدما إتهم معظم المغاربة الجهة المسؤولة بالتستر على بائعي الأضاحي التي كان علفها “الميكماص ودردك فاتح الشهية” وأشياء محظورة تسببت في هذه الكارثة.

معالي السيد الوزير المحترم، إن زوجات وبنات الشعب المغربي وبصفة عامة “قولها وشلل بيها فمك حادكات بذراعهم”، ومن أمهر الطباخات والبارعات في تقطيع أضحية العيد في العالم الإسلامي.

الدليل أننا كمغاربة نتبع تقاليد وعادات نتوارثها أبا عن جد، ولم نكن لننتظر يوما منك أو من غيرك أن يعلمنا طريقة الذبح والسلخ وتخزين اللحوم، وعبر التاريخ وقبل صنع المجدات الكهربائية “الفريكوات” والمكيفات الهوائية الباردة بمكاتبكم الفارهة التي تطلقون منها فتاواكم…

سأخبرك بتقاليدنا وعاداتنا التي لا تعلمها ولن تعلمها لأنك لست من هذه الطبقة التي سأحكي لك عليها، أو علينا، فأختر العبارة الأنسب. 

منذ سنين ونحن على سنة أبينا إبراهيم، وجدنا المصطفى محمد صلى الله عليه وسلم، نذبح أضاحي العيد، في درجة حرارة تعدت 30 درجة والتي سجلت يوم العيد الأضحى، هذه السنة، ومع ذلك لم “تخنز” أو تتعفن الأضاحي كما هو الشأن هذه السنة،تعودنا أن نذبح الأضاحي بعد التسمية وننوي أنها هذية خالصة لوجه الله، ننفخ السقيطة، نفصل الرأس والأرجل على الجسد، ونعلقها ونسلخها في دقائق معدودة “راني حرايفي” تمنخرج “الدوارةالفاد” كليا، ونعزل الكبد عن الشحم والمصارين والقلب والرئة، ونحرص على أن لا نضيع قطعة واحدة، وتنظف نسائنا “البوكور والدوارة والمصارين…”، ونشعل “المجامر بالفاخر عواد” لحرق الرأس والأرجل، الفريق الأخر يحضر الشاي والخبز الطازج، نبدأ بإعداد “البولفاف” الكبد والرئة والطحال بالشحم، وشي القلب…، تبقى السقيطة معلقة في مكان مضلل، وفي العشاء يتم طبخ “التقلية أو الشكانبة ” كما يحلو للبعض أن يسميها، في اليوم التالي تستيقظ الأم وتقطع هبرة الفخذين من السقيطة وتعدهما “قطبان شواء للفطور”،تليهاوجبة الغداء بالكسكس قوامها الكوارع ورأس الخروف، ونقوم بعملية تفصيل السقيطة بعد الغذاء مباشرة، حيث نعزل الكتف الأيمن بأكمله ونضعه في “كسكاس ” كبير ويغطى “بقفالةطنجية” ونثقله “بمهراز ثقيل” تم يوضع فوق نار هادئة على “المجمر” ليتبخر، حيث سيكون وجبة عشاء الليلة الثانية من العيد.

في نفس اليوم، مرحلة التخزين، يتم عزل القطع التي ستوزع على الفقراء والمساكين، والقطع التي يتم وضعها أطراف مقطعة في المجمد، وقطع أخرى يتم تشريحها كخيوط من اللحم تعرف بـ:”الكديد” حيث تمرغ في الملح والزيت والزعفران وتنشر على حبل في مكان به هواء معتدل وتبقى لشهور بعد أيام مناسبة العيد الأضحى.

تأتي مناسبة الاحتفال عاشوراء، أيام ما يعرف “بالحواكز” حسب تقاليدنا البدوية، وهي الأيام العشرة بعد بداية فاتح محرم من كل سنة هجرية، حيث تجتمع العائلات في جو احتفالي وتحضر ما أعدت النساء من “كديد” الذي يتم طبخه في وصفات متنوعة “الحلحول بالكديد ، الرفيسة بالكديد، مضهوسة بالكديد…، وتكون هذه نهاية أخر أطراف لحوم العيد الأضحى.

معالي الوزير، ربما ليس لديكم الوقت الكافي للتمتع بهذه العادات والتقاليد التي أضن أنكم محرمون منها ربما لأسباب يفرضها عليكم وضعكم الاجتماعي الطبقي العالي في هذه البلاد بالمقارنة مع أخرين “شراو الحولي بالكريدي” مضطرين. 

ولكن ما يجمعنا جميعا وكمغاربة، هو تحملكم المسؤولية، مسؤولية هذه المهزلة التي ضربت في العمق روح تحمل المسؤولية واختلاق الأعذار والمبررات…، بدل فتح تحقيق شفاف ودقيق يشفي غليل الشعب والطبقة المسحوقة التي حرمت هذه السنة من التقاليد والعادات التي دأبت عليها.

معالي الوزير ما لم أجد له تفسيرا، اللحوم التي وضعت في المجمدات “الفريكوات” تحولت إلى شبه مطاط علك تتلين زرقاء اللون ولا تتجمد رغم الزيادة في قوة تبريد المجمد.

معالي الوزير، بالرجوع إلى ما ذكرت عذرا كمواطن مغربي صراحة لم أقتنع بجوابكم الغير شافي، إحترت بين تقاليد لا أستطيع التخلي عليها، وبين تحميلكم المسؤولية للجو وطريقة التخزين، ونحن خير البارعين في ذكرت معالي الوزير. 

يا معالي الوزير، هل تعلم أن المغاربة يأكلون الأضحية كاملة غير منقوصة ولا يضيعون شيئا منها، ما عدى “البطانة” والقرني الخروف إن كان أقرن، والأظافر، و”البطانة” لا تسلم فإننا ننظفها وننسجها بالمشط ونصنعها فراشا ساخنا ينفعنا أيام عز البرد.