ماذا حدث في مونتنيغرو؟ 

ما حدث أنه تم انتخاب اتحاد شباب البوليساريو نائبا لرئيس منظمة الاتحاد الدولي للشبيبة الاشتراكية المسمى اختصارا بـ”اليوزي”.. ما حدث أنه تمت المصادقة على العضوية الدائمة لاتحاد طلبة البوليساريو بالمنظمة. ما حدث أن البيان الختامي للمؤتمر 33 للمنظمة حمل بين مضامينه اتهامات خطيرة للمغرب الذي تم وصفه بالبلد المستعمِر… أما أسوء ما حدث فهو أن كل هذا حصل في حضور الشبيبة الاتحادية.

إلا أنه وقبل أن نخوض في تداعيات وتفاصيل ما حدث، يجب أن نفهم أولا أن كل هذا ما هو إلا تحصيل حاصل للذي حدث قبل سنتين بألبانيا عندما قامت الشبيبة الاتحادية بالتصويت لصالح اتحاد طلبة الساقية الحمراء التابع للبوليساريو، حينها قيل الكثير من الكلام وأُثير الكثير من الضجيج لحد أنه تم إصدار حكم “الخيانة العظمى” من طرف بعض السياسيين والإعلاميين في حق أعضاء الشبيبة الاتحادية الذين حضروا المؤتمر 32 لليوزي بألبانيا… إلا أنه سرعان ما طوي الملف وتم تجاهل الأمر وكأنه لا يخص قضيتنا الوطنية الأولى. وها نحن  اليوم نحصد ثمار هذا التجاهل.

إننا لا نلوم الشبيبة الاتحادية، ولا نلوم عضوة اللجنة المركزية التي مثلت هذه الشبيبة بمؤتمر مونتنيغرو والتي تم تكليفها بهذه المهمة فقط لأنها تجيد التحدث بلغات مختلفة، وكأن الدفاع عن القضية الوطنية بالمحافل الدولية يحتاج منا فقط إيجاد الانجليزية والاسبانية والفرنسية… دون وعي بأهمية القضية ولا إدراك لجذورها التاريخية المعقدة التي تحتاج الكثير من المعارف التاريخية والجغرافية والسياسية لاستيعابها.. إننا نريد القول أن تكليف عضوة اللجنة المركزية للشبيبة بهذه المهمة هو خلاصة لصراع “تافه” داخل أجهزة حزب الاتحاد الاشتراكي وهو ما يعني أنه تمت المخاطرة بقضية وحدتنا الترابية بسبب صراع تافه ومن أجل إرضاء بعض الأطراف على حساب أخرى كان بإمكانها إحداث الفرق بمونتنيغرو.

   ما حدث في مونتنيغرو يعيد إلى أذهاننا الدفاع المستميت لبعض الأطراف على ضرورة مشاركة حزب الاتحاد الاشتراكي في الحكومة لكونه سيشكل إضافة نوعية في الدفاع عن القضية الوطنية. أي اجل أن مكونات أجهزة هذا الحزب كانت الأكثر فهما واستيعابا لقضيتنا وكانت دائما تشكل رقما صعبا أمام مخططات ومساعي جبهة البوليساريو في المحافل الدولية، إلا أن التحول الحاصل اليوم على مستوى قيادة هذا الحزب أجبرت كفاءاته وأطره المثقفة على أن تتوارى للخلف، الأمر الذي يجعل من حزب المهدي وعمر غير قادر على لعب هذا الدور وما مؤتمر اليوزي بمونتنيغرو إلا خير دليل على ما نقول.

وحتى لا نكون قساة تجاه الشبيبة الاتحادية بتحميلها ما لا طاقة لها به يجب القول أن هذه الشبيبة مقيدة ولا تتصرف إلا في إطار ما تحدده قيادة الحزب.