الكل تابع تغريديات الرئيس الأمريكى وما يمكن أن يفعله على ارض الواقع، فقد توعد بصواريخ جميلة وذكية لن ترصدها رادارات روسيا و حلفاءها لكن تمخض الجبل وولد فارا. تغريدا ته بدأت قوية و ما لبتت  أن تراجعت حدتها عكست بقوة شخصية الرئيس “ترامب” كأول رئيس في أمريكا متسرع  ظاهره يقترب من باطنه  عكس “أوباما”  الفائز بنوبل للسلام الدى يؤكد بعض السويديين انفسهم انها تابعة للاستخبارات السويدية. فعهد “أوباما” الذي أستبشر الكل بمجيئه وخطابه الشهير في جامعة القاهرة واعدا الأمة العربية و الإسلامية بالمساعدة على إحلال الحرية و مساعدة الشعوب على ركب طريق التحديث و الديمقراطية عرفت ولايته تقديم  اكبر مساعدة مالية و عسكرية للكيان الصهيونى ،أما محنة  سوريا التى اعتبرت مأساة القرن بملايين من المهجرين وآلاف من القتلى والشهداء  فتصريحه الصحفى حول سوريا وانه لا يجد حرجا أن يتقاتل الاعداء ويستنزفوا فوق الاراضى السورية فهدا أكبر دليل على برغماتية متوحشة .

 ” ترامب” هادا شخصيته تثير التساؤل والإعجاب وعدم النفاق لأنه يبوح بالأشياء التى تقال عموما في السر ولا يجد حرجا أن يصرح بها. أما الصفات التى نعت بها سكان إفريقيا و نيته اقامة الجدار بين أمريكا  و المكسيك و الحد من الهجرة نحو أمريكا فكفيلة لمن يعتقد أن الرئيس الأمريكى يريد إحلال السلام والدفاع عن المستضعفين  و المحاصرين من قصف الطيران السوري و الإيرانى  و تجسيد مقولة أن أمريكا راعية الحرية عبر العالم.

احتمالات تغير موقف  ترامب وبطأ تنفيذ الضربات و محدوديتها بعد ما وصف الرئيس السوري بالحيوان في سابقة بعيدة عن لغة الدبلوماسية وإن كان بشار يستحق هدا اللقب جراء ما يلقاه شعبه من البراميل المتفجرة و الأسلحة الكيميائية، الارتباك   ربما راجع الى إمكانية إشهار روسيا لبعض أوراق تدخلها في انتخابه وتعزيز وثائق البحت الذي يقوم به المدعى “مولر”  كما اشار إلى دالك رئيس مكتب التحقيقات الفيدرالي المقال ” كومي” .احتمال اخر هو محاولة ” ترامب” صرف الانظار عن مشاكله  الداخلية من خلال قرع طبول الحرب ومواجهة النفوذ الإيراني بسوريا  لإرضاء  للوبي صهيونى- أمريكى نافد في مراكز القرار بأمريكا.

 تلقائية غير معهودة وسرعة في اتخاذ القرار الدى يتطلب في عرف الرئاسة الامريكية مشاورات ومجالس وتقارير مراكز دراسات عديدة فقبل اتخاذ قرارات الضربة المح ترامب الى نيته الخروج من سوريا تنفيذا لوعود انتخابية اهمها شعار امريكا اولا…اعلان سارعت ممثلة الولايات المتحدة الامريكية بمجلس الأمن بنفيه ونية بلادها البقاء ليس لعيون العرب ولكن لمراقبة ايران ونفوذها المتنامى وحرصها عل امن الصهاينة، أما ما دهب إليه أحد الباحتين الألمان أن هدف الانسحاب هو تعويض القوات الأمريكية الموجودة في سوريا بجنود من دول الاعتدال العربي  و مهاجمة إيران بعد التخلص من الاتفاق النووي مع إيران .

ضربات امريكا و بريطانيا وفرنسا كان الهدف منها التخلص من الاسلحة الكيميائية اما البراميل والقصف بالقنابل الفراغية و العنقودية فلا باس في نضرهم ،إنه النفاق في أبهى تجلياته ..انه النفاق الغربى في أبهى تجلياته ،همهم  فقط حرمان النظام المجرم من الاسلحة التى قد تمسهم إن انفلت الوضع عن السيطرة فالقوات الفرنسية المرافقة لأكراد سوريا في الشمال السورى وكدا  القوات الفرنسية الموجودة ضمن قوات اليونفيل في الجنوب اللبنانى.او القوات الامريكية الموجودة شرق الفرات الغنى  بالموارد الطاقية والمزود الرئيس للكهرباء في سوريا.

اما روسيا فالكل يعرف حجم الفارق العسكرى والتقنى والاقتصادي ببن روسيا التى لا تنتج الا السلاح والموارد الطبيعية من نفط وغاز كدول الخليج كما صرح به “أوباما”  سابقا وأكد ان الامريكان لا يتصارعون مع الروس، فتجربة افغانستان حاضرة في ادهان الروس ، فبضع صواريخ محمولة في الكتف هزمت الإتحاد السوفياتى و عجلت بانهياره.

روسيا الى حد الان تطوف فوق قواعدها طائرات  “الدرون” التى تعتقد انها أمريكية  أما تفاصيل استهداف امريكا وقصفها لأكتر من 400 مواطن روسى من المرتزقة عندما حاولوا الاقتراب شرق الفرات ، تفاصيل كشف عنها صحافى وجد مقتولا او منتحرا أم ميتا بشقته. إن صح الخبر فحين يصفى صحفى في دولة ما جراء كشفه لحقيقة ما ، فعلم انها دولة لا زالت متخلفة ،ولن تكون في مصاف الدول العظمى.

روسيا التى تتفوق عليها كوريا الجنوبية في حجم الداخلى الخام ولا تتعدى اسبانيا اصغر دول الاتحاد الاوروبي،فواهم بالمرة من يعتقد أنها تنافس أمريكا فالأخيرة فقط تأكل الثوم بفمها .  لان امريكا و فرنسا  لا تهمها الديمقراطية وحقوق الانسان ….الهدف الحقيقى في اعتقادنا هو محاربة الربيع العربي. لا يريدون الحرية للشعوب يريدون عالم عربي متخلف يدب في أركانه الفساد ، فالكل يعلم ما وقع في مصر بعد ان استبشرنا لأول مرة في تاريخ الأمة بانتخابات 49 الى 51 ،اما “تيريزا ماي” فأعلنتها بصراحة انها لا تريد ان تغير النظام في سوريا فقط تريده ان لا يستعمل الكيماوى،وما عدا دالك فلا حرج.

روسيا ان كانت مقاومة وتريد ان تخلق توازن عالمى مع امريكا فهي مدعوة ان لا تستأسد فقط على الضعفاء من الاطفال والنساء والمدنيين . إحداثيات مواقع القوات الأمريكية معروفة شرق الفرات لها ان تجرب فقط وتنتقم من الصاروخ المضاد للطائرات الذي بفعله اسقطت طائرة روسية  تفتخر بها وهي الميج 25 الملقبة بالدبابة اما محاربة المدنيين فقط فهو ما يجعلها أضحوكة امام الغرب .انه الغرب المنافق نحن ندين الارهاب بكل أشكاله عندما يعتدى على احد في دولة أوروبية تقوم القيامة اما عندما يقصف الاطفال والمسلمين بالجملة فلا حرج. اخيرا نسال الله السلامة والأمن والأمان وان يرزقنا الحرية واحترام الذات والغير،لنصل الى أمة قوية قادرة ان تدافع على نفسها اما حاليا نقول يا الله ما لنا غيرك يا الله