لماذا ابتلي الأدب المغربي بآفة النقل والإستنساخ وسرقة نصوص الغير مع سابق إصرار وترصد.؟

أعرف كاتبا بنى إسمه وشهرته على أنقاض نصوص شارلز بوكوفسكي بتقنية ذكية، حيث كنت تقرأ له نصوصا شعرية مركبة من مقاطع من قصص وروايات لبوكوفسكي، او العكس ، حيث يشتغل على شعر بوكوفسكي ويحوله إلى نصوص نثرية، الى جانب نهبه لبعض نصوص مترجمة قديمة من الأدب الروسي…

وأعرف كاتبا أخر ينشر مقالاته بانتظام في جريدة مشرقية، أغلب تلك المقالات نقل وتلخيص لمقالات قديمة في مجلات ودوريات عربية وأجنبية ، أو إختزال لفصول من بحوث أو دراسات مجموعة في كتب..

وأعرف شاعرات تافهات يتصيدن نصوص الغير من صفحات الفايسبوك ، يدخلن عليها تغييرات طفيفة وينسبنها لأنفسهن، وشاعرات يقمن بعمليات سطو جماعي على أعمال شعرية عالمية ، سواء بسرقتها وتحويرها في ترجمتها العربية، أو بالقيام بترجمتها ترجمة رديئة وتعريبها، أو مغربتها..

كل ذلك يمكن تقبله في زمن العجب والصوم في رجب،لكن الغريب في الأمر أن زمرة من المثقفين وأشباه المثقفين ، والنقاد ونقاد النقاد، يقومون بالترويج لهذه الفضائح الأدبية ، ولهذه الدعارة الشعرية والنثرية المعلنة وغير المعلنة، وتقديمها كأعمال متميزة وكفلتات في السرد والشعر وفرادة الرؤيا..

رغم كون أغلبهم يعرفون بخبايا مرجعيات هذه النصوص وخلفياتها وأصولها الحقيقية ، وبكونها مجرد ظلال مقرصنة من نصوص الغير.. واستنساخ مبتذل لأعمال سردية وشعرية معروفة لدى قراء الأدب الحقيقيين..

هذا التواطؤ المبين بين” أدب اللصوص”, ونقاد فصوص البطن وصالونات الغرف الخلفية، تجعلنا نحس أن هنالك عملا جادا وممنهجا لتنميط الإبداع في بلدنا ولجمه، وذلك بقذف المهرجين والمهرجات ، والمستنسخين والمستنسخات، واللصوص واللصات، الى الصفوف الأمامية من المشهد الثقافي المغربي، كمحاولة يائسة  للتعتيم على الأقلام الجادة، وسد الطريق أمامها نحو الشهرة والإنتشار، وحتى النشر أحيانا،،

هي في الحقيقة، سياسة واعية لهندسة الرداءة، ومحاربة الكتابة الإبداعية الحقيقية، المتأصلة، والقيمة.

من سوء حظ “قراصنة الكلام” ودلاليهم، من نقاد الطبل والمزمار، انتشار المعلومة، وتوفر النصوص الأدبية المترجمة على بعض المواقع المتخصصة، مايجعل القاريء يطلع بسهولة على نصوص الشعر والسرد العالمية  ويجد بسهولة المنابع الأصلية للمعلومة والمتون، التي لم تكن تتوفر في نسخها الورقية…

الشيء الذي اسقط ورقة التوت وعرى عورات قراصنة الادب.. ووضعهم أمام محك عين القاريء التي لا ترحم رغم مجهودات نقاد القوادة الأدبية في محاولاتهم البائسة لحجب الشمس بالغربال ببعض المقالات والكتابات، المدفوعة الاجر، من طرف دور نشر معينة، من اجل الترويج لهذه المنتوجات الأدبية”الصينية” واستغفال  القاريء، بتقديمها كأعمال أصيلة “أصلية” بينما هي في الواقع ، ليست سوى كراكيب لغوية سرعان ما ينهار بنيانها المغشوش حين تعرف أساسها ومصدرها.. ومن أي بئر سرق القراصنة ماءها..