أنبياء السراب..
نشكو إلى الله ضعفنا وقلة حيلتنا وهواننا على الناس..وهواننا على العالمين الشرقي والغربي.
آراء أخرى
ملياري مسلم تقريبا لا وزن لهم على الساحة الدولية!
عالم عربي إسلامي ممتد الأطراف شرقا وغربا وشمالا وجنوبا وحدته الجغرافيا والتاريخ واللغة والدين…
ومع كل هذا فلا قيمة له سياسيا!
قراره السياسي بيد غيره لا بيده! ولا حاجة للتوضيح.
فهل يعقل والوضع هكذا، وفي عصر الذرة وغزو الفضاء وهندسة المناخ والزلازل والجينات الحيوانية والنباتية والبشرية والأسلحة البيولوجية وتكنولوجيا النانو…وما لا يخطر على البال من الاختراعات والاكتشافات العلمية…
هل يعقل..أن تتعالى الأصوات والمعارك في مواقع التواصل الاجتماعي حول قضايا عفا عنها الزمن..ممن يعتبرون أنفسهم..″دعاة″..أو″فقهاء″..أو″علماء″…في غلظة وقسوة شديدتين لا نظير لهما..كل ينشد ترانيمه المقدسة ويدنس المعارضين؟
بعد 14 قرنا، لازالوا يقيمون الدنيا ويقعدونها حول المسح على الخفين!
لازال من يناقش الموتى في علوم القرآن والحديث ومصطلحه وعلوم العقيدة والتفسير والكلام…
لازال حفارو القبور يتعاركون حول رفاث الماضي.
هذا يقيم نصبا للموتى ويزخرفها..وذاك يهدمها..وآخر يستهزئ بها..ومن يشكك في الأمور كلها ويدعو إلى نبشها.
منهم من بلغ من العمر عتيا وسقطت أسنانه..ومنهم من لازال بأسنان الحليب!
سكنوا المقابر وعمروا الآخرة وتركوا الدنيا لغيرهم يعبثون بها وبهم.
مشهد مواز :
ممن سكنهم المستقبل ولم يسكنوه..من ″المتنورين″..و″الحداثيين″..و″العقلانيين″…ممن ديدنهم تدنيس المهووسين بالمقدس..والدخول معهم في معارك دون كيشوطية ونزالات شفوية طاحنة لا طائل من وراءها ولا من أمامها ولا من فوقها ولا من تحتها..
الواقع لا يرتفع!
وهل ارتفع يوما ما؟
مشهد مقزز :
ناقلات البضائع من السفن ترسو يوميا في موانئ العالم العربي الإسلامي لتفرغ شحناتها بالأطنان وعلى رأسها المواد الغذائية من الجيل الجديد :
– طعام وشراب عصري من الحشرات والديدان والأبوال والخرايات من كل الأصناف وكل النفايات والنجاسات الموجودة على هذا الكوكب!
سيتناول أنبياء السراب هذا الطعام كما فعلوا من قبل مع الأطعمة الملوثة كيماويا والمغيرة وراثيا..
سيرفعون كؤوس نخب انتصاراتهم الوهمية عاليا..
سيشربون حتى الثمالة رحيق القاذورات المختوم بصنع في الصين أو صنع في الاتحاد الأوروبي.
هكذا هو الحال منذ عقود.
من العفونة الفكرية إلى العفونة في الأغذية!
لقد بلغت الرداءة منتهاها..فماذا بقي؟
بقي حسبنا الله ونعم الوكيل ولا حول ولا قوة إلا بالله وإنا لله وإنا إليه راجعون!
