المقاطعة الاحتجاجية أفضل  من المشاركة الاندماجية، لأن المشاركة الاندماجية  الساذجة تعيد إنتاج الإنتاج، وتقوم بتدوير الازمات بامتياز..

والمشاركة النقدية  الجذرية أفضل من المقاطعة السلبية، لأن المقاطعة السلبية تدمن على العزوف، وتبقي الآمال معلقة على الرفوف!..

إلا أن عيوب المشاركة النقدية أنها في الواقع ضعيفة ومشتتة في كرنفال انتخابوي مليء برموز الاستبداد والفساد والريع، وتواجه اكراهات الخرائط الانتخابية المدروسة، من تقسيم انتخابي للدوائر بما يخدم قوى التحكم المتنفذة، وقاسم انتخابي مليء بمتفجرات تذرر وتشظي المشهد السياسي، وريعا يفسد الاخلاق والذمم، بالإضافة أن مكونات المشاركة السياسية النقدية الجذرية  ضعيفة  كما وكيفا، فهي بحجم نملة تريد دك جبل!..

مما يجعل خطابها عبارة عن شعارات وأحلام.. لا يوقد شموعا ولا يعيد آمال ا!..

كما أن عيوب المقاطعة الاحتجاجية أنها لم تتحول إلى حضور ميداني موسع،  يملأ الساحات الفسيحة نضالا وكفاحا..  ويزرع فيها بذوره غدوا ورواحا..

فبقيت في إطار شريط العزوف المشروخ، والامتناع السلبي الذي يقتل في الكائن قوة المبادرة والشموخ..

لكن ما لم يتجاوز خطابنا السياسوي محنة الثنائيات المتعارضة.. ولم نمتلك عدة نظرية تمكننا من تجميع المختلف، وتوضيح الملتبس، وبناء المشروع المجتمعي الجامع، الذي يتأسس على ركائز الدولة المدنية التعاقدية الديمقراطية، التي يتم فيها فصل القداسة عن السياسة، وربط المسؤولية بالمحاسبة، واستقلال القضاء، والقطع مع سياسة  الريع والتعليمات… ووو… فستبقى الرتابة تتحكم في حراكنا، ومحنتا التكرار والانتظار تفرك بالملح جراحاتنا..

فلا إشكال في التركيب، ولكن الإشكال في التشظي والتجزيء..

التركيب بين صحيح المشاركة النقدية، التي تواجه التسلطية من داخل النسق، بدون مهادنة أو مسايرة، وصريح المقاطعة الاحتجاجية التي تواجه التسلطية من داخل السياق..

لكن ذلك لا يتحقق إلا بعد تنوير نظري،  وتثوير سياسي،  يحقق  جبهة ممانعة ديمقراطية تناهض مركب الاستبداد والفساد والتبعية والتطبيع..  وتنوع أساليب العمل، في إطار نظرية الأبواب المتفرقة،  التي تجمع المختلف، وتصنع المؤتلف، وتعيد شرارة الآمال،  فالعبرة بالمعاني والمقاصد وليس بالشعارات والأشكال..  فتهجم على التسلطية الراسخة في بلادنا من كل زاوية ومكان، فتأتيها من داخل النسق لتغيره، ومن خارجه لتثوره، لتكسب في النهاية الرهان..   وما ذلك على الله بعزيز..