
مَهَامّ الشُّرطَة تحت وطأة سيّاط الجّائحة..
الهلع، والرّعب، والخوف، والترقّب، والرّوع ،والانبهار، والوساوس الخنّاسة حيال الوباء اللعين الذي ما فتئ ينتشر بين ظهرانينا وفى مختلف بلدان العالم والعياذ بالله انتشار النار في الهشيم ، إنها جائحة “الفيروس- التاجي” أو” الكورونا – فيروس” الخطير الذي ما فتئ يلقي بظلاله الثقيلة، وأشباحه المآتية المخيفة، ومخالبه الرهيبة،و تحوّراته المُرعبة، والمُريبة، وتجاويفه الجاحظة على العديد من مناطق العالم ونواحيه وأصقاعه التي لم تجد بدّاً حيال هذه النازلة من أن تلغي، أوتؤجّل، أوتعلّق أو تنتقص أو تقلّص من عدد السّفريات، والتظاهرات ،والملتقيات،والإحتفاليات،والأنشطة الثقافية،والسياحية والموسيقية، والرياضية،والإعلامية، والإقتصادية والتجارية والفنية كذلك وكأنّ العالم أمسىَ يشهد بداية الجيل السادس الجديد من الحروب والمواجهات الوبائيّة الفتّاكة ،بعد أن عجزت الولايات المتحدة الأمريكية ومعها القارة العجوز إيقاف هيمنة التنّين الصّيني العملاق، أوصدّ وردّ زحف الجنس الأصفر إقتصادياً وعسكرياً وتجارياً واقتصادياً وبشريّاً و(وبائيّاً ) كما كان يسمّيه قارئ ومُستطلع المستقبل الفرنسي ذائع الصّيت “ميشيل دي نوسترداموس” فى رباعياته الشهيرة التي كتبها ونشرها فى القرون الوسطى والتي ترجمت إلى مختلف لغات الأرض، وفى هذا السّياق ألغيت من جديد فى بلدنا الأمين وفى غير قليل من البلدان العربية والغربية والأسيوية وسائر بلدان العالم العديد من المهرجانات واللقاءات الكبرى، وأعيد تطبيق الحجر الصحّي الصّارم ،والإلتزام بالإجراءات الاحترازية المُشدّدة بعد عودة انتشار هذه الجائحة اللعينة بتحوّراتها الجديدة العديدة (دلتا) وتوابعها،وأذنابها، ومرادفاتها فى مختلف أنحاء المعمور.
آراء أخرى
حُماة الوطن والمواطنين
لا شكّ أن العمل في أيّ مرفق من مرافق الدولة أو في أي قطاع من القطاعات الخاصّة تحت وطأة هذه الجائحة اللعينة التي أثقلت كاهلنا، وأقضّت مضاجعنا، قد أمست عبئا مضنيًا بعد أن أحالت حياتنا الى جحيم لا يطاق وإقامات جبرية داخل بيوتاتنا ومخادعنا ومرابضنا فراراً واتقاءً من مخالب هذا الوباء الوحش الذي أصبح يخبط خبط عشواء في حياتنا الآمنة ويحيلها الى قلق دائم مقيم ، و أصبحت مهام مهنييّ الصحة من أطباء وممرضين وممرضات وصيادلة و رجال الأمن بمن فيهم الشرطة ورجال الدرك والقوّات المساعدة يقفون جميعاً امام فوهات بركان هذا الوباء المرعب الخطير الذي أودى بحياة العديد أحبابنا، وأقربائنا ومن المواطنين الآمنين من مختلف الاعمار. حيال هذه المخاطر الرهيبة والمخاوف المفزعة يقف رجال الشرطة والدرك فضلاً عن جنودنا البواسل الرابطين على حدود الوطن الغالي الآمنة في الواجهة لمراقبة أيّ تحرّك مشبوه من أعداء الوطن وخصومه، وزجر المخالفين للالتزام بإجراءات الأمن والأمان والوقاية الاحترازية بشروطها العديدة من ارتداء الكمامات الواقية ، والتباعد الجسدي، وغسل اليديْن بدون انقطاع وعدم التنقل الجزافي، والسفر الاعتباطي بدون سببٍ قاهر أودافعٍ قويّ أو مُبرّرٍ قاهرٍ داخل المدن او فيما بينها أو خارج الوطن.
هذه الجائحة كان لها ولا ريب تأثيرات سلبية مباشرة على مستوى أداء واجب هؤلاء وأولئك حيال المواطنين والمواطنات في مختلف ربوع مملكتنا السعيدة خلال ساعات الحجر الصحي وبعده، فالشعار الجميل” الشرطة فى خدمة الشعب ” الذي يعبّر عن روح مهمّة رجال الأمن الصعبة وعملهم اليومي العويص المحفوف بمختلف أنواع المخاطر والأهوال التي تحدّق بهم من كلّ جانب.. هل يُطبَّق هذا الشعار خلال هذه الجائحة مع مختلف شرائح المواطنين، والمواطنات على اختلاف درجاتهم، و تباين مستوياتهم، الإجتماعية..؟ الإجابة عن هذه السؤال ليست بالأمر الهيّن اليسير، إذ لا يجوز الحُكم بشكلٍ تعميمي فى هذا المجال، فالواقع الذي نعيشه ونتعايش معه يومياً على مضض فى هذا المضمار ينبئنا، عن يقين أنّ هناك رجالاً ونساءً من هيئة رجال الأمن فى بلادنا ولله الحمد ممّن يتّسم بسموّ الخُلق، وحُسن المعاملة ، ودماثة التعامل، وحميد التصرّف فى قيامه بعمله اليومي ، وإضطلاعه بالواجب المنوط به ، وقد سبق لي أن أشرتُ قبل ظهور وانتشار هذه الجائحة الرهيبة إلى المهام الجسيمة التي يضطلع بها رجالُ الأمن فى بلادنا، حفاظاً على أمنها، ،كما تعرّضتْ لبعض التصرّفات ، والتجاوزات ،والمعاملات غير اللاّئقة التي يعامِل بها بعضُهم (وهم قلّة ) المواطنينَ ،حيث رجونا فى هذه الكتابات كبار المسؤولين على هذا القطاع الحيوي الهام ضرورة إيلاء مثل هذه الظواهر، والتصرّفات العناية الفائقة التي هي قمينةٌ، وجديرةٌ ،وحَرِيَّةٌ بها. وها نحن نعود -والعَوْدُ أحمدُ- لتسليط المزيد من الأضواء الكاشفة على هذا الموضوع الجادّ من زوايا أخرى، نظراً لأهميته القُصوى بالنسبة لأمن البلاد من جهة ، وصوناً وحفاظاً على سلامة ، وراحة، ورفاهية، وكرامة، مواطنيها من جهة أخرى .
تحت وطأة سيّاط الجائحة
ولقد أشرنا غير ما مرّة فى مناسبات سابقة أنّه من المعروف والمألوف أنّ بلادنا ولله الحمد شهدت فى المدّة الأخيرة بدون إنقطاع تحرّكات سياسية ، وأنشطة دبلوماسية ،وملتقيات ،ومنتديات، وندوات، وتجمّعات، ومناظرات ، ومؤتمرات محليّة، وجهوية ،وإقليمية، ودولية عالمية متوالية على إمتداد الحَوْل ناهيك عن مختلف الأصعدة السياسية، والإقتصادية، والقانونية، والتجارية، والإستثمارية ،والبرلمانية ، والجامعية، والثقافية ، والأدبية ، والعلمية، والإعلامية ، وفى العديد من المجالات الأخرى التي لا حصر ولا حدّ لها، بالإضافة الى توالي تنظيم المهرجانات ، والتظاهرات ، والمباريات ،والمسابقات الغنائية، والموسيقية، والفنية، والسينمائية، والمسرحية ، والفكرية ، والسياحية، والفلكلورية ، والتراثية ، والصّوفية، والرياضية، والشبابية، الدورية، وسواها من الأنشطة والملتقيات العديدة الأخرى من كلّ ضَرْب، ومن كلّ صِنفٍ ونوع.
والحالة هذه، ما بالك بهذه الأفواج الهائلة من البشر من كلّ جنس التي تتطاير، وتتقاطر، وتتسابق،وتتلاحق، وتتوافد، وتتهافت على بلادنا صيفاً ،وخريفاً، وشتاءً ،وربيعاً ،بعضهم قدِم إليها بحثاً عن شمس المغرب الدافئة، ،والبعض الآخر جاء للتزلّج والتزحلق على ثلوجه النّاصعة فى آكامه العالية، وهضابه السّامقة، وقممه الشّاهقة، والبعض الآخر جاء لكرم الضّيافة، وحُسن الوفادة، التي يشتهر بهما المغرب من أقصاه إلى أقصاه ، والبعض الآخر جاء للتسوّق، والتبضّع ، والتنزّه ،والتسرية والتسلّي… بيعا ً،وشراءً ،و تبادلاً، ومقايضة ً، والبعض الآخر قَدِم للإستمتاع بمعالمه ،ومآثره العمرانية والمعمارية التاريخية الباهرة ، والبعض الآخر جاء ليستمتع ببحاره ،وبحيراته ، وأنهاره، ووديانه، وجداوله، وجدائله ،وشلاّلاته، وسهوله، وسهوبه، وصحاريه، وواحاته، وجباله ،ووهاده، وأخاديده، وتضاريسه، والبعض الآخر قدِم لمزاولة هواية القنص ،والطّرد ،والصّيد فى غاباته،ومفاوزه، ومهامهه، وآجامه، وفى مراتعه، ومرابعه، وثغوره، ومنتجعاته على سَاحليْه الشاسعيْن المتوسّطي، والأطلسي الذيْن يمتدّان مُجتمعيْن على مسافة تقارب الأربعة آلاف كيلومتر. والبعض الآخر حضر إلى هذا البلد فاراًّ بجلده من لظىَ السّعير الملتهب ،وأوار الغضب الهادر المتأجّج ،والفتن التي هي أشدّ من القتل ،التي عمّت بعض البلدان التي أصبحت أعشاشاً وأوكاراً، وساحات وحلبات،ومسارحَ لمختلف ضروب الجنون ،هناك حيث تطلع شمس الله وتسطعْ، وتجول وتصول فى عنان السماء ، وفى أعلى قمم الجبال وآلآكام النائية، ثم يحطّ قرصها الذهبي أخيراً ويغيب فى مَهَل وسلام وراء الآفاق اللاّزوردية الشفقية القانية المُحمرّة على صفحة المحيط الأطلسي الهادر…كلّ هؤلاء وأولئك وسواهم وجدوا ضالتَهم فى ربوع هذه الأرض الفيحاء، حيث الأمن والأمان، فراراً وهروباً وملاذاً من الرّياح العاتية التي هبّت كأتيٍّ منهمرٍ على العديد من البلدان المجاورة لنا،والجارة ، والنائية عنّا، وممّا سبّبته تلك التوابع والزوابع، والهزّات والرَجّات من الفِتَن، والمِحَن ، والأهوال، والمشاكل والقلاقل التي أحدثت بثوراً وتجاعيد، وهوّات عميقة، وإنشقاقات سحيقة فى تضاريس الخرائط السياسية، والإجتماعية فى هذه البلدان، والتي ما فتئت تبحث فى سديم الليل البهيم ،وهزيعه المعتم حائرةً، ملتاعةً، قلقةً، هلعةً، مروّعة عن بَوْصلة الإنقاذ، وطوق النجاة والخلاص لإرشادها إلى السّبيل السويّ ، كما أنّها ما إنفكّت تعاني إلى اليوم مخاطر الدّوارَ والبوارَ، وإنعدام الأمن و غياب الإستقرار.
نقاط المراقبة
من المواضيع التي أشرنا إليها فى مقالات سابقة والتي ما إنفكّت تستأثر بإهتمام المواطنين فى بلدنا فى الآونة الأخيرة هي نقاط المراقبة الأمنيّة المتكاثرة التي يقيمها رجال الأمن عند مداخل معظم المدن المغربية ومخارجها للتحرّي ، والتمعّن ، والتفتيش ، وهو أمر حتمي ولا ريب ربّما تكون قد فرضته الظروف الدولية الراهنة، والتهديدات المتوالية التي تلوّح بها الجماعات الإرهابية المتطرفة ،والمتزمّتة من كلّ جانب ،هذه الإجراءات الأمنية مع نجاعتها التي إعتاد عليها المواطنون وألفوها تقدّم من جهة أخرى للزوّار، والسيّاح، والوافدين والأجانب صورةً غير حقيقية ، وإنطباعاً غير دقيق عن واقع السّكينة والأمن اللذيْن ينعم بهما المغرب ، وتوحي لهؤلاء الأجانب على وجه الخصوص بوضعٍ لا يمتّ بصلة إلى الحقيقة التي تعيشها البلاد ، هذا ناهيك عن أنّ بعض رجال الأمن يمطّطون فى بعض الأحيان فى إجراءات المراقبة من إلقاء أسئلة وإستفسارات جزافية على العابرين والمسافرين ، وكأنّ الأمر يتعلّق بمحضر داخل مخفر، وليس عند نقاط مراقبة إعتيادية، وروتينية متكرّرة، ومتواترة فى الهواء الطّلق .
الخِبرة أمّ العِبرة
أن يقوم رجال الأمن بحفظ الأمن، وضمان سلامة المواطنين والبلاد لهو أمر محمود ومطلوب لا ريب يعتريه ولا مناص منه، فهذا يدخل فى صميم عملهم اليومي والليلي الشّاق، ولكن أن يتخلّل هذا العمل بعض التجاوزات، والمضايقات على بعض المواطنين فهو أمر آخر قد لا يستسيغه ويتقبّله الناس ، ولا العقل، ولا القانون .
مع ذلك انني أعتقد جازماً أنّه ممّا لا شكّ فيه أنّ الأطر الأكفاء من رجال الأمن ونسائه الذين يزاولون هذه المهمّة هم مؤهّلون للإضطلاع بها على خير ما يُرام، والتي تتطلّب منهم سعة البال و طول الباع، وقسطاً وافراً من الصّبر ،والأناة، ولا ريب أنّهم يتوفّرون على هذه المزايا ،والسّجايا، وعلى تجارب ميدانية وعمليّة فى هذا القبيل، وعلى نضجٍ وافٍ سنّاً، وعملاً ، وخبرةً ،وعِبرة، وحنكةً، وخلقاً وإحتراماً لمهنتهم فى جوٍّ ينبغي أن يسوده الإخاء والمواطنة، والتسامح والإحترام نحو المواطنين . أمّا بعض العاملين فى هذا الميدان الذين تُسند إليهم أو تُناط بهم مسؤولية مزاولة هذه المهامّ العسيرة المحفوفة بغير قليل من المخاطر والصّعاب ، فلابدّ لهم قبل كلّ شئ من التمتّع بخبرة وتجربةواسعتيْن فى هذا المضمار من مراسٍ، ومرانٍ فى فنّ القول ،وحُسن المعاملة، ودماثة السّؤال، والتحلّي بالصبر، وخِصْلة ضبط النفس، وفوق ذلك كلّه الخُلق الكريم، وإلاّ فإليكم نموذج لما يمكن أن يحدث ،وقد حدث بالفعل.
كلّ إناء يرشق بما فيه
الأمثلة على بعض التصرّفات الإنفرادية لبعض رجال الشرطة التي لا تليق بالمهمة اليومية التي يقومون بها أمر واقع مع الأسف الشديد مع قلّتها وندرتها ، إذ شاءت الصّدف أنّه عندما هممتُ بكتابة هذا المقال، وعندما كنتُ ألملم مصادرَه ومراجعَه ومظانّه التقيت صدفةً بزميل لي سبق له أن تقلّد مناصب عليا في الدولة ، وما أن طفقنا في احتساء كوبيْن من الشاي المُنعنع حتى حكى لي الواقعةَ التالية فقال: أوقفه أحد رجال الأمن شرطي المرور تحديداً في الساعة الثالثة والنصف مساءً من يوم الأحد 22 أغسطس 2021 في مركز المراقبة الطرقي في اتجاه مدينة إمزورن بإقليم الحسيمة ، وخاطبه الشرطيّ بنوعٍ من الجفاء، ،فعمد المواطن إلى تقديم نفسه فردّ عليه الشرطيّ على الفور بدون حياء:( كلّنا موظّفون سامُون ..) فقال له المعني بالأمر هذا لا يجوز..؟ بعد ذلك إمتعض الشرطي، ولابدّ شعر بنوعٍ من الحَرَج،والندم ولم ينبس ببنت شفة بعد أن كان يتكلّم بصوتٍ عالٍ وبدون أيّ احترام أمام هذا الصّديق الودود .
والتساؤل الذي يُطرح، ويفرض نفسَه فى حالات مشابهة لهذه الحالة هو: لماذا يقع بعض رجال الأمن فى مثل هذه المواقف المُحرجة، فليكن صادقا،ً وصريحاً، ومُجيداً لعمله منذ البداية ، وألاّ يختلق الأباطيل، وواجبه وعمله يحتّمان عليه أن يحترم جميع المواطنين، وأن يعاملهم بخلقٍ كريم، فكلهم ينبغي أن يكونوا سواسية فى نظره، سواء القاطنون داخل المغرب أو المقيمون خارجه ،أو الذين تحمل سياراتهم لوحات وطنية أم أجنبية، والذي يعنينا فى المقام الأوّل فى هذا القبيل هو مقدار المعاناة التي يعانيها بعض المواطنين الآخرين فى حالات مشابهة للحالة الآنفة الذكر.
إنّني على يقين تامّ أنّ كبار المسؤولين من رجال الأمن فى بلادنا الذين يضعون ثقتهم فى أفراد الشرطة عند أداء مهامّهم بنزاهة ومسؤولية، ومعاملة المواطنين بلطف، وأدب، وإحترام ،لابدّ أنّهم – عند قراءتهم لمثل هذه الأمور،أو معرفتهم بهذه الوقائع أو سواها- تعلو مُحيّاهم مَشاعر الأسف والأسىَ من هذه التصرّفات غير اللاّئقة ، ولابدّ أنّهم مؤمنون ومقتنعون بدون أدنى شكّ أنّ رجل الشرطة – الذي هو مجنّد بكلّ إخلاص لخدمة الوطن والمواطنين – ينبغي له وعليه أن يتحلّى بالصّفات الحميدة ليشيع الإحترامَ والثقة َبينهم، وليحظى بالتالي هو الآخر بإحترامهم، وتعاطفهم ، وليس العكس نظراً للمهمّة الشاقّة والعسيرة المنوطة به .
متابعات
كانت قدا أحدِثت منذ بضع سنوات فى بلادنا شرطة مختصّة تُعرف ب : “شرطة الشرطة” تراقب بشكل خاص عناصر الشرطة العاملة على الطرقات ، وتترصّد أخطاءها ، وتتصدّي لكلّ أنواع هذه التجاوزات من أيّ نوع ، وتقوم هذه الفرقة وهي – على شاكلة الشرطة التي توجد فى مختلف المدن الأوربية ، وسواها من مدن العالم – بدوريات متوالية، وجولات مباغتة على مجموع التراب الوطني، دون إشعار للشرطة التي تكون تزاول مهامها على الميدان، وتوفر الأدلة الدامغة لمعاقبة المخالفين بإلتقاط صور لهم في حالة تلبّس أو غير ذلك. وتدخل هذه المهام – حسب علمنا بواسطة وسائل الصحافة والإعلام – في إطار محاربة الفساد، والقضاء على الرشوة، والفساد الإداري، وتوخّي النزاهة ،والمصداقية ، وحُسن المعاملة مع المواطنين
وتجدر الاشارة فى ختام هذا العرض أن رجال الأمن على إختلاف مشاربهم –اللذين تربطنا ببعضهم صداقات وثقى وعلاقات طيّبة- يظلون يشكّلون جهازاً وطنياً ذو أهمية قصوى، لذا يجب النظر إلى المشاكل التي يعانونها ا، والمشاغل التي تقضّ مضجعهم،خاصّة في هذه الظروف القاسية تحت وطأة الجائحة فقد تحرّكت الضمائر الحيّة فى المدّة الأخيرة لإنصافهم نظراً لما يبذلونه من جهود مُضنية خلال عملهم اليومي الرّوتيني الشاقّ للحفاظ على أمن الوطن والمواطنين، فالشرطيّ يظلّ شرطياً بزيّه الرّسميّ، وبمهمّته، ومسئوليته، وواجبه، ولكنه فى آخر المطاف يظلّ إنساناً بالمعنى العميق للكلمة ،ونغتنم هذه السّانحة لنوجّه تحية عالية للمسؤول الأوّل عن هذا المرفق الحيوي من مرافق الدولة المدير العام للأمن الوطني ومراقبة التراب الوطني السيّد عبد اللطيف الحموشي الذي أجرىَ تغييرات جذرية إيجابية مهمّة، وأنجز تطورّات محمودة ومشهودة لصالح العاملين في هذا القطاع الحيويّ الهام الرّاعي لأمن الدولة، والسّاهر على سلامة وراحة المواطنين .
*كاتب من المغرب، عضو الاكاديمية الاسبانية الامريكية للآداب والعلوم-بوغوطا- كولومبيا.