لقد اثار الهجوم الكبير للمهاجرين الراغبين في الهجرة على سبتة المحتلة صدى داخليا وخارجيا كبيرا اذ تصدر الخبر مجمل القنوات الدولية. في هذا المقال سنشرح تداعيات الهجمة لكي نبين  ان لها مكاسب هامة لقضية الصحراء بشكل خاص وللعلاقة المغربية الاوروبية بشكل اوسع خاصة ان الحكومة الاسبانية وقعت في فخ ربط حادثة الاقتحام بحادثة علاج بن بطوش مما جعلها حقيقة في نظر المجتمع الدولي والترويج لهاته الحقيقة ترويج لواقع دبلوماسي جديد في صالح الرباط. هاته المكاسب يمكن ان نجملها في ما يلي:

البرهنة على ان البوليساريو رهينة جنرالات الجزائر: لقد طرحت الحادثة سؤالا خطيرا حول هوية قادة البوليساريو وهو كالتالي: هل ابراهيم غالي هو الاسم الحقيقي لابن بطوش ام ان بن بطوش هو الاسم الحقيقي لابراهيم غالي لان اذا كان الشخص المتواجد في مستشفى اسبانيا هو فعلا ابن بطوش و اسمه المزور هو ابراهيم غالي فان ذلك يعني ان قادة البوليساريو مواطنين جزائريين كما يؤكده الجواز الذي انتقل به زعيم البوليساريو وبالتالي فهم ادوات مخابراتية جزائرية لضرب الوحدة الترابية المغربية وبالتالي من حق المغرب ان يطالب الجزائر بكشف كل اسماء قادة البوليساريو الجزائريين ذوي الهوية الصحراوية المزورة الذين يتحكمون في المحتجزين بتندوف.

ضرب الامتداد الدولي للبوليساريو: فهل يقدر الان ابراهيم غالي الجلوس بجنب القادة الافريقيين في منظمة الوحدة الافريقية بعد ان صارت فضيحتة دولية و بعد ان اخذت ابعادا اكبر بعد حادثة اقتحام مدينة سبتة المحتلة.

ضرب القاعدة المركزية الاولى للبوليساريو: وهذه الضربة ستكون لها تداعيات كبيرة لسنوات طويلة على قوة البوليساريو باسيانيا. فالمنظمة الصحراوية صارت بسبب الضربة المغربية مرتبطة اكثر بواقع اجرامي وليس بصورة الحركة التحررية الباحثة عن تقرير المصير.

تجنب الضغوط الدولية فيما يخص المفاوضات بين المغرب و البوليساريو: اذ بامكان المغرب ان يبين بكل اريحية انه لا يوجد شريك سلام من جهة البوليساريو لان قادتهم متورطون في جرائم اخلاقية و ارهابية.

5.الحد من عدوانية اسبانيا في قضية الصحراء بعد الاعتراف الامريكي:  فاسبانيا كانت اول المتضررين بالاعتراف الامريكي بمغربية الصحراء لانها لا تريد ان ترى مغربا معافا من المشاكل و متفرغا للتنمية و التطور. المغرب و بشكل استباقي قزم من امكانيات التحركات الإسبانية المعادية للوحدة الترابية  للمغرب في المستقبل.  فالان اي محاولات عدوانية اسبانية بحجة دعم حق الشعوب في تقرير المصير سيواجهها المغرب باتهام اسبانيا بانها فاقدة للاهلية الاخلاقية مادامت تسترت لمرات عدة عن هوية مجرم متابع في قضايا ضد الانسانية.

6.التاثير على الراي العام الاسباني: يعرف الراي العام الاسباني الان ان المغرب يقوم بحماية حدود اسبانيا وان اي عداء من طرف حكومته ستكون له عواقب وخيمة. وان الطبيعي ان تحافظ اسبانيا على علاقة سليمة مع شريكها. وهذا سيكون بمثابة ضغط على اي حكومة اسبانية في المستقبل يجعلها تميل نحو تعزيز الشراكة المغربية الاسبانية.

7.مطالبة الامم المتحدة بالتحقيق في الفضيحة او التهديد بالمطالبة بالتحقيق: فان كانت اسبانيا تحاول الاستقواء باوربا من اجل لي ذراع المغرب فابمكان المغرب ان يطالب بتحقيق اممي من اجل تدويل اجرام البوليساريو و رئيسها بتواطئ مع اسبانيا لان ادخال ابراهيم غالي بهوية مزورة هي مسالة عابرة للدول و تمس المغرب و”الصحراء الغربية” و الجزائر و اسبانيا.

8.أمن اوربا من أمن المغرب والاستثمار فيه امر عاجل: لهذا اي ضرب للمصالح المغربية و التلاعب في استقرار المغرب ستكون اوروبا اول الدافعين للثمن. كما ان ما حدث سيجل اوربا تفكر في تنمية المغرب اكثر لانها عرفت ان الاستثمار الاوروربي في المغرب ليس اسثمارا اقتصاديا ربحيا فقط بل امني  ايضا هام و حيوي لاوروبا و العالم.

لكن ونحن نحصي المكاسب لا يجب ان ننسى ان منظر المغاربة وهم يحاولون من كل الاعمار الدخول باي ثمن لسبتة المحتلة مؤلما و لو لم يكن مفاجئا لكل مضطلع على واقع المهمشين في المغرب. وماكان ليكون مؤلما و مهينا لو اقتصر على الاجانب فقط.