من اتيحت له فرصة معرفة الرفيق بلعباس المشتري من قبل. ستدمع عيناه ويحزن قلبه وهو يشاهده اليوم في حالة من المرض وفقدان القدرات .

وسيقدر أخته السيدة الضاوية التي نذرت حياتها حسا ومعنى لاخيها ورفيقنا .

بلعباس المشتري الرفيق الذي يعاني حقا مع المرض الذي شل قدراته . وهي في الحقيقة معاناة مع مخلفات الإعتقال السياسي.
مخلفات التعذيب النفسي والجسدي الذي طال سنوات. سواء في المعتقل السري غير القانوني بدرب مولاي الشريف. او في سجن اغبيلا بالبيضاء والسجن المركزي بالقنيطرة .

الرفيق بلعباس المشتري كان قبل إصابته ومرضه كتلة من الحيوية والآراء والمواقف والأفكار التي يبلورها بقدرة متميزة، ويعبر عنها بطريقة واضحة ومركزة .

ولذلك اختاره رفاقه في منظمة (إلى الأمام ) الماركسية اللينينية ليكون عضوا فيها. وما ادراك ما متطلبات العضوية والقيادة في تلك المنظمات العاملة والنشيطة في سنوات الرصاص. وجها لوجه مع قمع شرس وظروف قاهرة في فترة النضال السري في سبعينيات القرن العشرين .

حكم على الرفيق المشتري بالسجن المؤبد رفقة العديد من الرفاق في المجموعة التي سميت بمجموعة السرفاتي ومن معه في محاكمة الشهيرة بالدار البيضاء سنة 1977.

اختلف الرفيق بلعباس مع رفاقه في منظمة إلى الأمام بعد تجربة الإعتقال وسؤال الصمود الحارق أمام آلة القمع الجهنمية الساحقة . وظهور انتقادات حول التجربة السابقة.

بعد السجن مر المشتري بعدة تجارب ومحطات ومستجدات. شانه في كلك شأن العديد من الرفاق. ممن قادهم مطلب وحدة اليسار إلى اقتحام التجربة التي ترجمها تأسيس الإشتراكي الموحد. ثم عمل من أجل استثمار قدراته في الكتابة ولو إلى حين من خلال كتابة عموده في جريدة ” اليسار الموحد”. وذلك قبل أن تبدو عليه اعراض المرض والعياء. المرض الذي الزمه الفراش فيما بعد.

فتحية الود النضالي لهذا الرفيق المقتدر ، مشفوعة بكل أحاسيس التعاطف والحزن والألم .

تحية لقدراته وعطائه وروحه المرحة التي افتقدناها بسبب المرض الذي ألم به.

وتحية تقدير للاخت الضاوية التي مهما قيل في حقها فلن نوفيها قدرها ومعاناتها وهي في صفوف عائلات المعتقلين السياسيين في مغرب الربع الأخير من القرن 20. ثم هي بجانب أخيها ورفيقنا بلعباس المشتري في محنته ومعاناته مع المرض. وهي في ذلك تتحمل وتتضامن و تتجرع من أحزان وضع إنساني وعائلي معقد بما يتطلبه من معاناة وصبر وجلد