عادة ما يتم الإشارة إلى جهات خارجية بعينها ليس من مصلحتها تغيير التوازن الجيوسياسي في المنطقة العربية الإسلامية.

لكن الجسم المريض..مريض من الداخل وليس من الخارج، وبالتالي فالسؤال الذي يطرح نفسه بإلحاح هو لماذا لم تتعاف الشعوب العربية الإسلامية من أنظمتها الاستبدادية؟ رغم جميع محاولاتها إلى الآن.

الجواب : لأن أجهزتها المناعية قد خربت بالكامل ولا قبل لها بتحقيق تلك النقلة النوعية التي يطلق عليها الانتقال الديمقراطي.

أجهزة المناعة ما هي إلا الأحزاب والنقابات وجمعيات المجتمع المدني التي أفرغت من الداخل وأصبحت هياكل منخورة بلا روح ولا لون ولا رائحة.

وإذا أضفنا إلى هذه الآفة آفة أخرى لا تقل عنها خطورة تتمثل في تنامي المد الاسلاموي وليس الإسلامي لأن الإسلام لا علاقة له بهذه الطفيليات الجديدة القديمة المتسترة تحت رداء الحركات الإسلامية، اتضحت لنا قتامة المشهد الذي يخيم على الساحة العربية الإسلامية.

قد يعتبر البعض أن هذه الملاحظة ما هي إلا حقد دفين أو تحامل مغرض على حق هذه الأحزاب الجديدة في الصعود إلى السلطة شأنها شأن الأحزاب الأخرى بما أننا جميعنا نتحدث عن الديمقراطية والتداول السلمي على السلطة، لكن الأسئلة الحارقة التالية تحتاج إلى إجابات واضحة من هذه الكائنات الاديولوجية

1 – ما معنى إنشاء حركات إسلامية في بلدان غالبيتها من المسلمين؟

2 – هل هذه الحركات الإسلامية أكثر إسلاما من المسلمين؟

3 – هل المسلمون قاصرون لم يبلغوا سن الرشد الديني لتتصدر هذه الحركات تربيتهم الدينية؟

4 – من نصب هذه الحركات وصية على الإسلام والمسلمين؟

5 – أين هي تعاليم الإسلام السمحة في الدول التي تمكنت هذه الحركات من الوصول إلى السلطة فيها؟ المغرب والسودان كمثال.

6 – ألم يجر ما يسمى بالإسلام السياسي الكوارث تلو الأخرى على شعوب المنطقة العربية الإسلامية..القاعدة وداعش…؟

ثم، وفي الأخير، وهذه هي الطامة الكبرى، ألم تتحالف هذه الحركات مع الأنظمة الاستبدادية لإجهاض ثورات الشعوب وقرصنة احتجاجاتها اليومية كما وقع في مصر والمغرب، وقد يقع أيضا في الجزائر؟

الإسلام دين سماوي كما الديانات السابقة من مسيحية ويهودية، ولا يحق لأحد أن يحتكر المبادئ والقيم التي جاء بها رحمة للعالمين لأن مهمة الأنبياء والرسل قد انتهت ولا مجال للمزايدة على أي كان بالدين، وإدخال المقدس في السياسة ما هو إلا نوع من التلاعب بالعقول والخديعة والتحايل ليس إلا.