بعد ردود الفعل الايجابية والسلبية معا التي خلفتها مجموعة من المقالات نشرناها بهذا الموقع حول الحرب الصامتة التي تدور رحاها بين موظفي الدولة عموما وبين أطر التوجيه التربوي على الخصوص، في الخفاء بالطبع لكن بوسائل إدارية وقانونية تلبس مسوح المصلحة العامة في قرصنة مفضوحة للموارد المادية والبشرية لجعلها تحت رحمة المصالح الذاتية الضيقة، من ترقية اجتماعية على ظهور الآخرين واستفادة مادية بسرقة جهودهم بل والتضحية بهم إن اقتضى الحال في عملية سرقة كاملة الأركان تتم في دهاليز الإدارة بعيدا عن الأنظار.( راجع مقالاتنا في الموضوع : الاستشارة والتوجيه، الأزمة المفتعلة – وماذا بعد المذكرة 22*17 ؟ – التفتيش في التوجيه التربوي وأزمة المهام – التحرش الإداري – متى يصدر قانون لمعاقبة التحرش الإداري؟ – ما ليس من الاستشارة والتوجيه…)

وعوضا عن النقاش العلني والعقلاني لهذه الآفة التي تنخر هيئة التوجيه التربوي من الداخل استحضارا للمنطق المهني أولا في أفق الرقي بهذه المهنة، واحتراما لحقوق الأسر المغربية في توجيه سليم لأبنائها بالتدبير الأمثل لكافة أطر التوجيه مستشارين ومفتشين على حد سواء في زمن اختلط فيه الحابل بالنابل مع التردي المستمر للنظام التربوي، ما زال البعض من أطر التوجيه وخصوصا فئة المفتشين منهم يصرون على التنكيل بزملائهم من المستشارات والمستشارين عبر سلسلة من الإجراءات الكيدية الخفية كما العادة يمتصون دمائهم في الظلام كالخفافيش في حفلة تنكرية اختاروا لها شعارا جديدا هذه المرة بعنوان : ″ من أجل إرساء نظام ناجع ونشيط للتوجيه المدرسي والمهني والجامعي ″

وقد شكل اللقاء الوطني المنعقد حول منظومة التوجيه بأكادير يوم 29 أبريل 2019 البوابة التي تسلل منها هؤلاء لإضفاء مزيد من الشرعية على سلوكهم العدواني ضد مستشاري التوجيه.

وما إقحام لجنة الحكامة في آخر لحظة من عروض اللجن الجهوية الأخرى حول التوجيه إلا مثال بسيط على نزعة التحكم الدفينة لدى هؤلاء ناهيك عن عدم السماح للحضور من أطر التوجيه بإبداء الرأي حول ما تمت حياكته في الظلام خلال هذا اللقاء الوطني.

هل نسترسل في الحديث لنقول أيضا أن تكليف أكاديمية سوس ماسة بملف التوجيه ما هو في الحقيقة إلا مسرحية رديئة الإخراج للسماح خلال هذا اللقاء بتمرير مجموعة من الإجراءات التحكمية في مستشاري التوجيه بالذات؟

أم نلتزم الصمت بدورنا على هذه التحرشات التي لا تنتهي كما فعل غيرنا من قبل؟ خاصة وأن البراعة الدرامية ومواهب التمثيل تجاوزت كل المقاييس في العروض التي قدمت وبالتحديد من طرف الوحدة المركزية للتوجيه شكلا ومضمونا مع آخر الصيحات الغريبة في مجال التوجيه : الرياضيات !!!

أخيرا، وللتذكير فقط، ولكي لا نتهم بالانسياق وراء نظريات المؤامرة، فقد قمنا بدراسة ظاهرة التحرش المهني في إطار بحث ميداني شارك فيه مجموعة من أطر التوجيه التربوي وطنيا، وأودعنا نسخا منه لدى وزارة التربية الوطنية ومركز التوجيه والتخطيط التربوي بالرباط إضافة إلى تقاسمه مع الأطر النقابية الغيورة على المجال وغرف التشريع بالبرلمان علنا بذلك نساهم في الحد من هذا السلوك الحربائي المتفشي في الإدارة المغربية وبالضبط في أوساط هيئة التوجيه التربوي لأسباب ذكرناها في الدراسة يستحيل معها إنجاح أي مبادرة للنهوض بمنظومة التوجيه التربوي وبخدمة الاستشارة الإستراتيجية في مسار التلميذ المغربي وأسرته.