الإقرار بالعجز الصحي يستوجب عزل بوتفليقة
إقرار الرئيس الجزائري، عبد العزيز بوتفليقة، بعجزه الصحي كما بدا واضحا من خلال رسالته الموجهة إلى الجزائريين الرافضين للولاية الخامسة، والمطالبين باسقاط نظام حكم العسكر الذي جثم على صدورهم لعقود من الزمن، أمر يستوجب عزله من منصبه لأسباب صحية، وذلك في اطار تنزيل مقتضيات المادة 102 من الدستور الجزائري، عوض اللعب على الجمل الفضفاضة، لتمديد ولايته إلى أجل غير مسمى بطرق احتيالية.
آراء أخرى
الجهات التي توظف الرئيس المريض، لا ترغب في عزله رئاسيا لأسباب صحية، حتى تمدد لحكمها من خلال تمديد ولايته بطرق غير مباشرة، بحجة أن الرجل يريد بناء نظام جديد للأجيال المقبلة!
أين كان بوتفليقة مند عشرين سنة التي حكم فيها الجزائر؟ لماذا لم يبني فيها النظام الصالح للأجيال المقبلة؟ ألم يصرح في السنوات السابقة أنه لن يتقدم لعهدة رابعة لترك المجال أمام الشباب، وتسليمهم مشعل الحكم، ولم يفعل؟
بوتفليقة رئيس مخادع، ومن خلال الرسالة الاخيرة التي وجهت للشعب الجزائري بلسانه، وهو الذي لا يستطيع ربط سيور حدائه، أو النطق بكلمة واحدة، يستشف أن الطغمة الحاكمة في بلاد المليون ونصف المليون شهيد، لازالت طامعة في رهن الشعب الجزائري لسنوات أخرى، وتناور سياسيا للالتفاف على مطالبه العادلة والمشروعة، لتبريد الحراك السلمي، واطفاء شغلته بأقل خسارة ممكنة.
لقد سبق للعقيد أحمد بن الشريف، أن صرح بالصوت والصورة، بأن بوتفليقة فاقد للوعي، وبأن المافيا هي من تسير البلاد، وهو ما يعني بكل وضوح، أن ما ينسب للرئيس عبد العزيز بوتفليقة من كلام ورسائل، هو من نسج خيال هذه المافيا، التي ترفض تسليم السلطة إلى الشعب الجزائري، من أجل تقرير مصيره السياسي والاقتصادي.
يبدو أن حكم العسكر يريد ممارسة الحجر والوصاية على الشعب الجزائري الذي خرج بالملايين يهتف «لا لحكم العصابات» بعد أن اتضح للعالم أن الرئيس مريض، وعاجز عن الحركة، ولا صلاحيات فعلية له، ووضعه بات أشبه بوضع الشخص المحجور عليه.
لكن إذا كان الرهان معقود على ربح الوقت للالتفاف على حراك الشعب الجزائري من طرف المؤسسة العسكرية التي خرج قائد الأركان فيها، قايد صالح، يقول للشعب بأن الوطن وديعة في أيادي آمنة، فإن القادم من الأيام سيثبت أن الشعب الجزائري شعب ذكي، ولن تنطلي عليه الحيل، وبأن من يتصورون الأوطان وكأنها ودائع قابلة للرهن في أيادي الجنرالات، أناس مخطئين ولا يستوعبون طبيعة المتغيرات الإقليمية والدولية والداخلية التي تحيط ببلادهم، وتفرض نفسها عليهم، في زمن لم تعد فيه الشعوب قادرة على الاستمرار في حالة الكمون إلى ما لا نهاية.
