قالت الصحفية زكية داوود (جاكلين ديفيد)، رئيسة تحرير مجلة “لاماليف” التي اختفت من المشهد الإعلامي المغربي سنة 1988، وذلك بعد 22 ربيعا من النجاح، إنها “إلى حدود اليوم لا زالت لم تصدق بعد كيف استطاعت هذه المجلة رؤية النور والاستمرار في الصدور لعدة سنوات، بالتوازي مع الغليان السياسي والاجتماعي الذي عاشته المملكة المغربية في تلك الفترة”، مضيفة أنهم في هذه التجربة “كانوا يتلقون تهديدات بشكل مستمر خلال آخر 3 سنوات من عمر لاماليف”، مشيرة إلى أنه “في تلك الفترة (1985-1988) أحسسنا بأن موت المجلة قد تمت برمجته”.

وحضرت زكية داوود خلال لقاء مفتوح في إطار مشروع “سنوات الرصاص .. المعرفة والثقافة”، الذي نظمه “المعهد الجامعي للبحث العلمي” اليوم الثلاثاء 29 مارس الجاري بالرباط، من أجل الحديث عن التجربة الإعلامية “لاماليف”، حيث أكدت أنه “كان من الصعب ممارسة الصحافة في تلك الفترة لأن الرقابة كانت لها بالمرصاد”، إذ “لم تكن تستطيع المجلة التطرق إلى كل المواضيع، ليس خوفاً من السلطات، بل لأنها في تلك السنوات لم نكن نستطيع الحصول على معطيات كافية يمكن لنا أن نبني عليها مواداً صحفية قوية”.

وتساءل أحمد عصيد، الحقوقي والباحث الأمازيغي قائلاً : “ألا ترون أن هناك تجارب إعلامية بالمغرب أعادت أو تعيد تجربة مجلة لاماليف؟”، لتجيب داوود قائلةً : “ليس لدي رأي بخصوص هذه التجارب التي تتحدث عنها، لكن ربما تشبهها”، موضحة أن “كل ما أعرفه هو أننا في لاماليف، عندما كان يلجأ إلينا الناس من أجل الحديث أو البوح .. كنا ننشر ما يقولون بالحرف، لكن أظن أن الإعلام الآن في المغرب أصبح موجهاً”.

في نفس السياق، أجابت زكية داوود على سؤال حول موقف “لاماليف” حول ملف الصحراء قائلة : “كنا نقر بمغربية الصحراء، ليس من فراغ، بل إعتماداً على معطيات تاريخية بالأساس وعدد من التحليلات الجيو استراتيجية لمنطقة الصحراء”.

هذا، وأكد عدد من المتدخلين خلال المائدة المستديرة، أن “لاماليف” تعد مرجعاً تاريخياً لتلك الفترة، ويجب الرجوع إلى أعدادها من أجل الحصول على تفاصيل أكثر عن تاريخ المغرب آنذاك، مشيرين إلى الدور الذي لعبته هذه المجلة في حياتهم الثقافية والسياسية، فيما أوضح آخرون أن صمود مجلة “لاماليف” لأكثر من 22 سنة، يعود بالأساس إلى استعمالها للغة الفرنسية وليس العربية التي كانت آنذاك تصل إلى شريحة واسعة من الناس.