نفت أسرة النقيب محمد زيان، المعتقل بسجن العرجاب قرب سلا، أن يكون النقيب قد علق الإضراب عن الطعام الذي أعلن عن خوضه ابتداء من يوم الخميس، احتجاجا على ظرةف اعتقاله.

وجاء في البلاغ الصادر عن الأسرة، مساء الجمعة، وتوصل موقع “لكم” بنسخة منه، أن “النقيب محمد زيان ينفي نفيا قاطعا، الأخبار الزائفة المتداولة بشأن تعليق إضرابه عن الطعام”.

وأضاف النقيب، حسب ما نقلته عنه أسرته أنه “يؤكد عزمه على مواصلة معركته النضالية حتى الاستشهاد، أو إطلاق سراحه مع وقف كافة أشكال الاضطهاد والترهيب الممارسيْن في حقه”.

وكشف البيان أن إبن النقيب ومحاميه في نفس الوقت، علي رضا زيان، “قام يوم الجمعة 16 فبراير 2024 بزيارة النقيب محمد زيان، في السجن، حيث أكد له استمراره في الإضراب عن الطعام المعلن عنه منذ صباح يوم أمس الخميس 15 فبراير2024 “.

وجاء في البيان أن “النقيب محمد زيان يُصِر على خوض معركة الإضراب عن الطعام، رغم خطورة ذلك على صحته لكبر سنه، 81 عاما، مُكتفيا بالماء بعد إلحاح من ابنه/ محاميه”.

وأوضح البيان أن “النقيب محمد زيان يؤكد أن قراره هذا، يأتي احتجاجا على أسباب اعتقاله التعسفي، واستمرار السلطات في أساليبها القمعية تجاهه رغم سجنه لمدة ثلاث سنوات حبسا نافذا”.

كما أكد البيان أن “النقيب محمد زيان يؤكد جملة وتفصيلا، ما جاء في بلاغ المندوبية العامة لإدارة السجون وإعادة الإدماج حول» رميه لوجبته خارج الغرفة، أمام الموظف المسؤول عن توزيع الوجبات الغذائية”.

وعبرت الاسرة، من خلال  بيانها، عن “بالغ قلقها على صحة النقيب زيان، خاصة مع تقدمه في السن وتدهور وضعه الصحي، وتؤكد على خطورة الإضراب على حياته.”

كما حملت الأسرة “السلطات مسؤولية ما سيؤول إليه وضعه الصحي جراء استمرار النقيب زيان، في إضرابه عن الطعام”.

رد إدارة السجن

من جهتها أكدت إدارة السجن المحلي العرجات أن النقيب زيان “تقدم، اليوم الجمعة، بإشعار مكتوب بخط يده يعلن من خلاله توقيفه للإضراب عن الطعام”.

وذكر بيان صادر عن إدارة السجن، ليلة الجمعة، أنه “ردا على البلاغ المنسوب إلى عائلة السجين (م.ز)، المعتقل بالسجن المحلي العرجات 1، وكذا على التصريح المصور لابنه ومحاميه في الوقت نفسه، تؤكد إدارة المؤسسة أن السجين المذكور قد تقدم صباح يومه الجمعة بإشعار مكتوب بخط يده يعلن من خلاله توقيفه للإضراب عن الطعام الذي كان قد دخل فيه منذ يوم أمس، حيث تسلم وجبته الغذائية وطلب من الموظف المسؤول تسخينها، كما قام بتناولها في حينه”.

وسبق لنفس الإدارة أن نفت في بيان قبل يوم أي تعسف مع  النقيب زيان وقالت إن “السجين المعني بالأمر يتمتع بجميع حقوقه التي يكفلها له القانون من رعاية صحية وإيواء يستجيب للشروط الصحية اللازمة”.

مطالب حقوقية 

وفي نفس السياق طالب حقوقيون مغاربة يوم الجمعة بالإفراج عن محمد زيان الوزير السابق لحقوق الإنسان والمحامي البارز، بعد دخوله في إضراب عن الطعام “لما اعتبره إهمالا لوضعه الصحي” معتبرين استمرار حبسه اضطهادا.

وقالت “الهيئة الوطنية لمساندة معتقلي الرأي وضحايا انتهاك حرية التعبير بالمغرب” (المكونة من عدة حقوقيين وهيئات مجتمع مدني)، في بيان، إنها “تتابع بقلق بالغ نبأ إعلان النقيب محمد زيان، أمام الهيئة المكلفة بملف محاكمته “التأديبية” بمحكمة الاستئناف بالرباط، دخوله في إضراب تام عن الطعام بسبب إهمال وضعه الصحي من قبل المندوبية العامة لإدارة السجون بعد تعرضه اليوم الجمعة لنوبة قلبية كادت تودي بحياته”.

ودخل زيان (81 عاما) سجن (العرجات1) تنفيذا لحكم بالسجن ثلاث سنوات عقب أدانته في نونبر  2022 “بإهانة القضاء وموظفين عموميين، ونشر أقوال بقصد التأثير على قرارات القضاء قبل صدور حكم غير قابل للطعن، وتحقير مقررات قضائية”.

لكن حقوقيين يقولون إن اعتقاله جاء “انتقاما” من انتقاداته، وتصريحاته الإعلامية المعارضة، ودفاعه في ملفات معتقلي الرأي.

وكان زيان أول وزير يشغل منصب وزير حقوق الإنسان في المغرب في عهد الملك الراحل الحسن الثاني.