وجه رؤساء سبع قنوات عمومية اسكندنافية رسالة إلى رئيس الوزراء في بريطانيا، يطالبون فيها بريطانيا بحماية استقلالية هيئة الاذاعة البريطانية البي بي سي ، قائلين بأن تقليص مجالات البث وتقليص إستقلالية أشهر هيئة إعلامية في العالم سيقلص مكانة البلاد.

وطالب الموقعون على الرسالة التي نشرت مقتطفات منها عدة صحف بريطانية، الحكومة البريطانية بالكف عن التدخل في شؤون الـ “بي بي سي”، والحفاظ على استقلاليتها باعتبارها “أم جميع القنوات العمومية”. فيما يلي ترجمة مقال حول نفس الموضوع من توقيع كيفين راولنسون، نشر على موقع “الغارديان” البريطانية.

ترجمة: غسان كومية  

نبهت مجموعة من مالكي وسائل الاعلام الاوربية إلى أن هيئة الاذاعة البريطانية البي بي سي تعتبر “أم جميع القنوات العمومية”، وأنه يجب حمايتها من التدخلات السياسية. وقد حث رؤساء سبع قنوات عمومية اسكندنافية بريطانيا على حماية استقلالية البي بي سي، مصرحين بأن تقليص مجالات البث قد يضعف مكانة بريطانيا في العالم. وقد أشاروا إلى أن العديد من القنوات الأجنبية  ومن ضمنها قنواتهم ، قد اتخذت البي بي سي كنموذج يحتذى به.

وجاء في نص رسالتهم أنه “لا توجد أية هيئة إذاعية في العالم بسمعة وجودة البي بي سي. وتنعكس هذه السمعة على بريطانيا ككل، إذ ان برامج وخدمات البي بي سي تعلم وتربي وتسلي ملايين الناس… “بالإضافة إلى ذلك، فإنه لا يمكن التفكير في المكانة العالمية التي تحتلها البي بي سي دون اعفاءات واسعة داخل بريطانيا من أداء الرسوم، وبالتالي فإن تقليص مجالات البي بي سي في الداخل قد يؤثر سلبا على مكانتها في الخارج”.

وقد كتبت هذه الرسالة كرد على تزايد القلق حول مخططات الحكومة بشأن هيئة الاذاعة البريطانية البي بي سي التي تم تحميلها مؤخرا 700 مليون جنيه تكاليف رسوم رخص التلفزيون المجانية المقدمة لكبار السن البالغين أكثر من 75 سنة. وقالت البي بي سي إن الكتاب الأخضر الذي تعده الحكومة حول مستقبلها، والذي يسائل الانتشار العالمي للهيئة، يبدو  كما لو أنه “ينبئ بهيئة بي بي  سي أكثر تقلصا وأقل شعبية.”

وقد انضم إلى لائحة الموقعين على الرسالة كل من سيلا بينكو، هانا ستارن وكريستل تولز وليرز، المدراء العامون للاذاعات العمومية الثلاث بالسويد. كما ضمت اللائحة ماريا روربي رون وجيرموند إريكسين، رؤساء منظمات الاعلام العمومي في الدانمارك و النرويج على التوالي،  بالاضافة إلى المدير العام لهيئة الاذاعة العمومية لوري كيفينين بفنلندا و مانوس كيير بورورسون بأيسلاندا.

وقد كتبوا في الرسالة: “لقد نشأت فكرة خدمة البث الاعلامي العمومي في بريطانيا متحررة من المصالح السياسية والتجارية، ركيزتها الاساسية هي الاستقلالية ووضع مصلحة المواطنين أولا…” قبل أن يضيفوا: “وعلى غرار البي بي سي ببريطانيا، فإننا نحن هيئات الاذاعة العمومية الإسكندنافية نعتبر من بين أكثر شركات الاعلام ثقة في بلداننا، بفضل استقلاليتنا. كما أن استقلالية البي بي سي  تأتي من تاريخها وثقافتها كمؤسسة وكذلك من بنيتها المنظمة، بما في ذلك كيفية اتخاذ القرارات الخاصة بالاعفاءات والتمويل”.

ويعتقد الموقعون على الرسالة أنه “يجب على التغييرات التي يمكن ان تلحق النظام أن تقوي استقلالية الاذاعة وليس اضعافها. وهذا مهم في حالة بريطانيا على وجه الخصوص، على اعتبار انه ينظر للنموذج البريطاني عادة كنموذج لكيفية تنظيم الاعلام في الديمقراطيات الجديدة”.

وفي تصريح للغارديان، قالت بينكو، وهي أيضا عضوة المكتب التنفيذي لنقابة اذاعية اوروبية، إنها وزملاؤها قد كانوا يشعرون بالقلق بشأن النقاشات حول تمويل البي بي سي.

وأضافت: “إن الثقة مكون أساسي لقنوات البث العمومي، ويجب أن يكون التمويل مستقرا وبعيد المدى بالإضافة إلى كونه بعيدا عن التأثير السياسي ما أمكن. كما يجب ان يٌنظم نقاش مفتوح حوله، وإذا ما تم اقتراح أية تغييرات اخرى، فسيتوجب عرضها على انظار البرلمان لإبداء الموافقة.

كذلك فإننا قلقون بشأن المقترحات التي قد تحد من امكانية تطوير البي بي سي في كافة المجالات. و يجب على اية هيئة اذاعة عمومية أن تكون متاحة للجميع، بما في ذلك اولئك الذي اختاروا استهلاك الاعلام على الانترنت او الشبكات الاجتماعية.”