أغلقت مراكز الاقتراع للجولة الأولى من الانتخابات البرلمانية في مصر أبوابها في التاسعة مساء اليوم (السابعة بتوقيت الرباط) مع استمرار تدني المشاركة. وقد دفع عزوف الناخبين السلطات الى اطلاق حملات تهديد بعقاب المقاطعين والاستعانة برجال دين أصدورا فتاوى تؤثمهم دينيا. إلا أن مصريين سارعوا بالرد على هكذا تهديدات وفتاوى بسلسلة نكات ساخرة .

وطوال اليوم (الإثنين) وهو الثاني والأخير في المرحلة الأولى للانتخابات التي تجرى في نصف الدوائر بطول البلاد وعرضها أخذت وسائل الإعلام في بث تهديدات اطلقها مسئولون حكوميون بجلب المتخلفين عن التصويت أمام سلطات النيابة العامة وتغريهم خمسمائة جنيه (اكثر بقليل من 60 دولارا أمريكيا). وشارك في اطلاق هذه التهديدات وزير التنمية المحلية “أحمد زكي بدر”  نجل وزير الداخلية الرهيب في بداية عهد الرئيس المخلوع حسني مبارك . كما شوهدت في العديد من المناطق سيارات شرطة تبث عبر مكبرات الصوت اغاني وطنية وتحذر الأهالي من عواقب التخلف عن الانتخاب، بما في ذلك القبض عليهم وجلبهم أمام النيابات وتغريمهم .

 وكانت صحيفة “الأخبار” اليومية المملوكة للدولة قد صدرت صباح اليوم وهي تحمل عنوانا من عناوينها الرئيسية هو : ” النيابة في انتظار المتخلفين “. إلا ان العديد  من الصحف التابعة للدولة حاولت الخروج بصورة مغايرة تماما لعزوف الناخبين الملحوظ عن التصويت . فجاء مانشيت صحيفة “الجمهورية”: “مصر تبهر العالم من جديد: الشعب يتحدي الارهاب وينتخب النواب”. وعلى خلاف هذا اعترف صحف بغياب الناخبين وقالت صحيفة الشروق في عنوانها الرئيسي: “اقبال ضعيف..”

 وبنهاية اليوم تداولت مصادر غير رسمية تقديرات تفيد بان نسبة المشاركة على مدي يومي الاقتراع  تتراوح بين 8 و15 في المائة. وعلما بان رئيس الوزراء “هشام إسماعيل” كان قد صرح في منتصف اليوم بان المشاركة بلغت 15 في المائة . لكنه ليس جهة مخولة باصدار مثل هذه التقديرات . بينما التزمت اللجنة العليا للانتخابات الصمت الى حينه.

 وكان لافتا على مدي الساعات الماضية تناقل وسائل الإعلام فتاوى لرجال دين اسلامي تؤثم عدم الذهاب الى التصويت والمشاركة في الانتخابات البرلمانية. إلا ان لا التهديدات ولا هذه الفتاوي استطاعت ان تغير كثيرا من حقيقة عزوف غالبية الناخبين عن التصويت   وفي مواجهة حالة الاحتقان الناجمة عن نقمة السلطات على المواطنين لمقاطعة الانتخابات التي حث عليها الرئيس عبد الفتاح السيسي تداول مصريون على نطاق واسع نكاتا تسخر من هذا المناخ . وقالت احدي هذه النكات ان مواطنا قال لآخر انه كان يعتقد بان الكورة فقط هي التي بلا جمهور، وذلك في اشارة الى منع الجمهور عن حضور مباريات الكرة في مصر خشية من صدام متوقع بين الشرطة وشباب الألتراس. وقالت نكتة أخرى ان مواطنا أوقف سيارة تاكسي ليستقلها الى منزله وسأل السائق “فاضي” ، فأجابه ساخرا : “ليه هو انت شايفني لجنة انتخابية”. كما انعشت اجواء الجولة الأولى على مواقع التواصل الإجتماعي الدخول الى أوبريت ساخر يحمل عنوان: “الشد العضلي ” . والأوبريت جرى اطلاقه في يونيو 2014 مع انتخابات الرئاسة .ويتعرض هذا الأوبريت بالنقد لماجرى مما يعتبر الكثيرمن المصريين تزويرا في نسب المشاركة و لحساب الجنرال السيسي  ومن عباراته الساخرة: “أصواتنا في السنغال ضعف اللي كانت عندنا”.