رب‮ ‬ضارة نافعة،‮ ‬وفي‮ ‬ثنايا كل محنة قد تولد المنحة، ‬هذا ما‮ ‬ينطبق على وزيرة التربية الوطنية الجزائرية ”نورية بن‮ ‬غبريط‮”، المعروفة بدفاعها المستميت عن اعتماد اللغة الفرنسية في المقررات التعليمية بالجزائر، فبدل الاتكال على‮ ”غنيمة حرب” ‬صارت، لغة ”شكسبير” سلعة فاسدة في الأوساط الجزائرية، خصوصا مع انتشار‬ دعوات إلغاء لغة ”ألبير كامو” من المنظومة التعليمية برمتها، بحيث أيّد ما يزيد عن 6 آلاف جزائري فكرة إدراج اللغة الإنجليزية محل اللغة الفرنسية في التعليم، فيما رفضها 255 آخر وذلك في تصويت طرحه الموقع الالكتروني ”سي أن أن عربية” مساء أول أمس، وجاء السؤال على النحو التالي: هل تؤيد اعتماد الانجليزية لغة أجنبية أولى في الجزائر بدل الفرنسية، أم تؤيد الإبقاء على اللغة الفرنسية كلغة أولى؟

وتطرقت ”سي ان ان عربية” في مقالها لمبادرة مراجعة المنظومة التربوية، التي أعلنت عنها مؤخرا منظمات ونقابات وفعاليات المجتمع المدني، وتضم مقترحا متعلقا بتعزيز اللغات ذات الحضور العالمي النوعي، واعتماد اللغة الإنجليزية كلغة أجنبية أولى بدل الفرنسية.

وأثار هذا الاستطلاع الأول من نوعه، جدلا واسعا في صفحات التواصل الاجتماعي بالجزائر، بحيث اعتبر معظم المتدخلون أن “إدراج اللغة الانجليزية كلغة مرجعية في التدريس، سيزيد من متاعب التعليم والتربية في الجزائر، لأن ذلك يتطلب سنوات من التكوين، وقد يعود بالضرر على التلاميذ، وينجر عنه تقهقر في المستوى”، معتبرين أن “الانفتاح على اللغات الأجنبية يمر حتما من باب اللغة الفرنسية لينتقل تدريجيا إلى اللغة الانجليزية”.

وطالب المشاركون في هذا الاستطلاع، القائمين على قطاع التربية بالجزائر “البدء في توسيع تدريس اللغة الإنجليزية منذ الأطوار الأولى من أجل منح الجيل الصاعد فرصة تعلمها وعدم تكرار الخطأ الذي وقعت فيه الأجيال السابقة”، معتبرين أن “استبدال لغة بلغة مع الحفاظ على نفس السلوكيات لن ينتج شيئا”.

وانتشرت في الأونة الأخيرة، دعوات رسمية متزايدة للقطع مع اللغة الفرنسية، التي وصفها مرتادوا “فيسبوك” بلغة ”الاستعمار والتخلف”، مؤكدين “رفضهم لأي مخطط تربوي يخدم أجندة فرنسا الثقافية بالجزائر”.